قالت مصادر ديبلوماسية أوروبية أمس أن الحكومة الاسبانية «مرتاحة» لنتائج جولة الرئيس بشار الأسد في أميركا اللاتينية الأسبوع الماضي، مشيرة الى وصف وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس نتائج الزيارات بأنها «بالغة الأهمية». وكان الأسد زار كلاً من فنزويلا وكوبا والبرازيل والأرجنتين في أول زيارة لرئيس سوري. كما أجرى الاثنين الماضي محادثات مع رئيس الوزراء الاسباني لويس خوسيه ثاباتيرو في مدريد تناولت العلاقات بين مدريدودمشق وبين سورية والاتحاد الأوروبي وقمة «عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط» التي تسعى مدريد الى عقد دورتها الثانية في برشلونة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال موراتينوس في تصريحات لوسائل إعلام سورية إن جولة الأسد في أميركا اللاتينية «بالغة الأهمية وتشيد بها اسبانيا، وهي مهمة ليس لسورية فحسب، بل للدول التي زارها الأسد»، مؤكداً «أهمية تعزيز العلاقات» بين سورية وهذه الدول. وتحدث الجانب السوري عن ثلاثة أبعاد لجولة الأسد: سياسي، يتضمن التنويه بمواقف هذه الدول من القضايا العربية خصوصاً الصراع العربي – الإسرائيلي والعمل على الحفاظ على هذا الدعم، واقتصادي، يتضمن الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية الى المستوى السياسي الجيد، إضافة الى لقاءات الرئيس الأسد مع الجالية السورية والعربية في هذه الدول حيث تلعب أدواراً سياسية واقتصادية بالغة والحفاظ على مواقفها السياسية في الأجيال الجديدة من المغتربين. وعن زيارة الأسد لمدريد، قال موراتينوس إن العلاقات السورية - الاسبانية «تقوم على الشفافية والعلاقات الأخوية التي تربط البلدين، وإن ما يجمعهما هو الكثير وما يفرق بينهما قليل جداً». ونقلت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) عن موراتينوس تأكيده «أهمية ومكانة سورية إقليمياً ودولياً ودورها كلاعب أساسي في عملية السلام». وقال إن بلاده «تأخذ دائماً في الاعتبار المواقف والآراء السورية من منطلق قناعة كاملة لأنها تسهم دائماً في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة». وزاد: «اسبانيا كانت ولا تزال تعتبر السياسة الخارجية السورية مثمرة وفاعلة ونشيطة من أجل فتح المجال أمام آفاق السلام الشامل في الشرق الأوسط»، لافتاً إلى أنه «لن يكون هناك سلام نهائي في المنطقة إن لم يكن هناك حل على المسار السوري وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض في مقابل السلام. وسورية أظهرت دائماً الرغبة والإرادة الحقيقيتين لتحقيق السلام العادل والشامل»، مشيراً إلى «تطابق وجهات النظر بين مدريدودمشق في شأن عدم وجود سبيل آخر لمعالجة قضايا المنطقة إلا عبر الحوار، والتعاون السوري في هذا الشأن كان دائماً إيجابياً وبناء»، كما أشار الى أن مدريد «دعمت دائماً دور سورية البناء وضرورة إقامة علاقات متينة مع دمشق لما فيه مصلحة جميع الأطراف واستقرار المنطقة والتوصل إلى سلام شامل». وتريد دمشق أن تقوم اسبانيا بالإفادة من «صدقية» دورها في المنطقة والعمل ضمن الاتحاد الأوروبي لتخفيف التوتر الناتج من إجراءات الحكومة الإسرائيلية بسبب الحصار على قطاع غزة والاعتداء على «أسطول الحرية»، إضافة الى العدوان على قطاع غزة نهاية عام 2008. وعن الشراكة السورية - الأوروبية، رأى موراتينوس أن «الظروف متوافرة الآن لإنهاء هذا الملف والتوقيع على الاتفاق بما يخدم مصالح الطرفين». وكانت سورية بدأت بإجراء تقويم لاتفاق الشراكة على عملية الإصلاح الاقتصادي في البلاد، إذ تقوم جهات حكومية بإعداد دراسات مفصلة ورفعها الى الحكومة لاعتمادها قبل دعوة وفد من المفوضية الأوروبية لإجراء مفاوضات في شأن النقاط المطروحة.