بدا أمس أن الأوضاع في مناطق القبائل تتجه إلى مزيد من التعقيد بعد إعلان تنظيمات بربرية مقاطعة لجان التحقيق في الإضطرابات التي شهدتها هذه المناطق ودعوتها الى تنظيم "مسيرة سوداء" وإضراب شامل مطلع الأسبوع المقبل للمطالبة بوقف كل الملاحقات في حق الشبان المتهمين بالمشاركة في العنف. وأفيد أن رئيس لجنة التحقيق الوطنية في أحداث القبائل تعرض لتهديدات بالموت. تلقى رئيس لجنة التحقيق الوطنية في الأحداث التي عرفتها منطقة القبائل السيد محند إسعد تهديدات بالقتل وجهها اليه مجهولون يُعتقد بانهم من معارضي تولي شخصية بربرية رئاسة لجنة التحقيق. وبادرت الحكومة إلى وضع حراسة مشددة لاسعد، وهو رئيس سابق للجنة الوطنية لإصلاح العدالة، ووصل الى الجزائر، أمس، وفد برلماني أوروبي برئاسة ريمون اوبيولس رئيس مفوضية العلاقات مع بلدان المغرب العربي في مهمة لمعاينة وضع حقوق الإنسان والبحث مع المسؤولين الجزائريين وقوى المجتمع المدني في طبيعة الأحداث التي هزت منطقة القبائل. وتستمر الزيارة حتى الثلثاء. وكان البرلمان الأوروبي شدد، الخميس، على ضرورة تسليط الضوء على الأحداث التي هزت خمس ولايات في منطقة القبائل. ودعت اللائحة السياسية التي صادق عليها نواب البرلمان الأوروبي، بطلب من الأحزاب الاشتراكية الأوروبية، السلطات الجزائرية "إلى وضع حد للعنف بأشكاله كافة وإحالة المسؤولين عن ذلك على العدالة". وأنهى نحو 20 وفداً يمثلون دوائر وبلديات تيزى وزو مئة كلم شرق العاصمة، مساء الخميس، إجتماعاً مغلقاً دام 11 ساعة في قرية بأيلولا أومالو في الولاية نفسها بهدف تحديد "أرضية مطالب" لسكان القبائل خصوصاً الشباب منهم. وتضمن بيان ختامي اصدره المجتمعون جملة من المطالب أبرزها الإعلان رسمياً لمقاطعة اللجان الوطنية والبرلمانية للتحقيق في أحداث القبائل وتنظيم "مسيرة سوداء" وإضراب شامل في ولاية تيزي وزو، وإلزام الحكومة "ترقية اللغة الأمازيغية إلى لغة وطنية، ووقف المتابعات القضائية ضد الشباب البربري المتورط في أعمال عنف، وحماية الشهود ضحايا الأحداث، وإبعاد فرق الدرك عن المنطقة". تحذير من التقوقع وفي رسالة وجهها لمناسبة اليوم الوطني للطالب، دعا الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الشباب الجزائري إلى "التحلي بفائق الحيطة من المشاريع الداعية إلى التدابر والإصطراع ومن الخطابات التي تزيّن التقوقع على النفس والفرقة". وفي الإطار ذاته، دعا رئيس حركة مجتمع السلم السيد محفوظ نحناح حزب إسلامي الجزائريين إلى "المحافظة على وحدة البلاد ونبذ التفرقة بين أبناء الشعب والتصدي لكل محاولات تجزئة البلاد". ورأى في مهرجان شعبي نظمته الحركة في العاصمة بمناسبة الذكرى العاشرة للتأسيس الرسمي للحركة "إن هناك خطة مدبرة لتجزئة البلاد مثلما هو جار في بعض الدول". وحذّر "أولئك الذين يعملون على تأجيج الفتنة باسم الدين تارة وباسم العرق تارة أخرى ... في وقت تعيش البلاد فيه مرحلة تتطلب العمل جنباً إلى جنب لإطفاء نار الفتنة". وبعدما عبّر عن رفض الحركة استخدام العنف "تحت أي غطاء"، أضاف نحناح انه "في الوقت الذي بدأت فيه دماء الجزائريين تجف من الفتنة التي أصابتها طيلة العشرية الأخيرة، ظهرت فكرة جديدة تريد أن تدخل البلاد في دوامة أخرى من العنف بين أفراد الوطن الواحد". على الصعيد الامني، أُفيد أمس ان قنبلة تقليدية انفجرت مساء الخميس في الحي الجنوبي لمدينة الأغواط جنوبالجزائر مما أدى الى جرح 22 عسكرياً و10 مدنيين بينهم أطفال.