} ينزل البربر اليوم إلى شوارع العاصمة الجزائرية في تظاهرة إحتجاجية هي الثانية خلال أسبوع، في وقت لا تزال الأوضاع متأزمة في منطقة القبائل. وأفيد أن تنظيمات المجتمع المدني البربرية تتجه إلى مقاطعة اللقاءات المقررة مع اللجنة الرئاسية والبرلمانية للتحقيق في أحداث منطقة القبائل التي قتل فيها 65 شخصاً. قالت مصادر مطلعة في الجرائر أن فاعليات المجتمع المدني البربري في منطقة القبائل تدرس مقاطعة اللقاءات التي يعتزم أعضاء اللجنة الوطنية والبرلمانية عقدها للتحقيق في الاحداث التي شهدتها المنطقة اخيرا. واكدت المصادر نفسها ل"الحياة" أن المشاورات الجارية بين التنظيمات والجمعيات البربرية قد تحدد موقفها النهائي من التعامل مع لجان التحقيق التي شكلها الحكم نهاية الأسبوع الماضي. وفي حال اتخاذ قرار المقاطعة فإن لجان التحقيق ستجد نفسها مضطرة للإستماع إلى روايات عناصر الدرك والشرطة في شأن هذه الأحداث التي أدت إلى مقتل اكثر من 65 شخصاً وإصابة نحو 700 آخرين غالبيتهم من قوات الأمن. ولم تتمكن اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث منطقة القبائل التي يرأسها المحامي محند اسعد، حتى يوم امس، من استكمال تشكيلتها ومباشرة تحقيقاتها الميدانية بسبب رفض الكثير من الشخصيات القانونية وأعضاء المجتمع المدني لولايات القبائل المشاركة في عضويتها، بسبب اقتناعها بأن اللجان التي يعينها الحكم تهدف إلى "وأد المأساة التي عاشها السكان البربر". وفي الاطار نفسه، لم تستطع اللجنة البرلمانية للتحقيق في الأحداث التي شهدتها منطقة القبائل وضع برنامج عملها بسبب فشل كل الاتصالات التي جرت مع سكان المنطقة للاستماع إلى رواياتهم في الأحداث التي هزت الولاياتالشرقية. واكدت مصادر محلية في منطقة القبائل أن قيادة الدرك الوطني تابعة لوزارة الدفاع بادرت، مساء الثلثاء، إلى إجراء تغييرات كبيرة في تشكيلات القوات المنتشرة في منطقة القبائل في خطوة لتهدئة الأوضاع بعد تعرض بعض عناصر الدرك إلى اعتداءات من السكان خلال اليومين الماضيين. وترددت أنباء في شأن محاصرة سكان قرية الواضية في ولاية تيزي وزو 100 كلم شرق مقر إحدى فرق الدرك، منذ أكثر من أسبوع. وكانت المواجهات مع قوات مكافحة الشغب انتهت بسقوط عدد من شباب هذه القرية. وما يزال السكان البربر متمسكون بقرارهم مقاطعة كل النشاطات الحكومية على رغم النداءات والاتصالات الكثيرة على مستويات عدة لضمان عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي بسبب إصرار السكان على الاستمرار في حركة الاحتجاج حتى استجابة مطالبهم. وأعلن تنظيم جديد يدعى "الحركة القبائلية الحرة" رفضه التوقف عن حركة الاحتجاج قبل استجابة الحكومة مطالب البربر الاجتماعية والثقافية والدستورية. كما دعت الحركة الثقافية البربرية الى مسيرة حاشدة تنطلق غداً في الجزائر العاصمة، وأيدت عشرات الجمعيات البربرية الدعوة، فيما تخشى السلطات من تحول المسيرة إلى مواجهات مع قوات الأمن بسبب الانشقاقات الحاصلة داخل التنظيم ومخاوف أجهزة الأمن من حدوث انزلاقات. مطالب برلمانية الى ذلك، دعا اعضاء في المجلس الشعبي الوطني الغرفة الأولى للبرلمان الحكومة إلى اتخاذ "إجراءات ملموسة وعاجلة من شأنها بعث الأمل في نفوس الشباب" البربر، اثر الأحداث التي جرت في منطقة القبائل. وفي تصريح نشر، مساء الإثنين، أوضح النواب الموقعون على العريضة وبينهم مسؤولون سابقون مثل السيد عبد السلام علي راشدي وعبد العزيز بن مهيدي والسعيد بن داكير أن "الشباب الذين يشكلون الغالبية الساحقة من السكان بحاجة أولا إلى أن يُنصت لهم وأن يُحترموا". وشدد النواب على "ضرورة انفتاح وسائل الإعلام على كل الآراء". و يرى النواب أن من شأن هذه الإجراءات "الملموسة و البسيطة، والتي تحمل مع ذلك دلالات سياسية مهمة، كفيلة بإعادة الهدوء و تعزيز الوحدة الوطنية و تفويت الفرصة على أنصار العنف وإقصاء أولئك الذين يدعون إلى تدخل أجنبي".