واشنطن - رويترز - قالت جماعة اميركية للدفاع عن حقوق الانسان امس، ان غالبية ساحقة من الشعب الافغاني تعارض سياسات تقييد حرية النساء التي تتبناها حركة "طالبان". وقالت جماعة "أطباء من أجل حقوق الانسان" ان الافغان رفضوا بغالبية كبيرة للغاية القيود المفروضة على النساء مثل حرمانهن من التعليم والعمل ومختلف نشاطات الحياة العادية والتي فرضت منذ تولي الحركة المتشددة السلطة عام 1996. وأشارت الجماعة الى استطلاع للرأي العام اجرته في افغانستان العام الماضي، اظهر ان اكثر من 90 في المئة من النساء والرجال الافغان "يؤيدون بقوة حقوق المرأة التي تقيدها حالياً طالبان". وأضافت ان الاستطلاع شمل عينة عشوائية من الرجال والنساء من اربع مناطق ريفية وحضرية وشارك فيه افراد من 1122 اسرة، 53 في المئة منهم نساء. وساعدت لين اموفيتز المحاضرة في كلية الطب في جامعة هارفارد والمتخصصة في امراض النساء في اجراء الاستفتاء على مدى ثلاثة اشهر بمساعدة محلية. وقالت: "يحتاج الافغان رجالاً ونساءً الى سلام دائم ومساعدة ورعاية صحية وتعليم وبنية تحتية اقتصادية ولن يتأتى ذلك الا بتأييد من المجتمع الدولي". ولاحظت الجماعة ان اكثر من 80 في المئة من الافغان اكدوا انه لا بد من السماح للنساء بحرية الحركة وان تعاليم الاسلام لا تقيد الحقوق الانسانية للمرأة كما ترى "طالبان". واضافت ان المشاركين في الاستطلاع يعتقدون بضرورة أن تكون حقوق المرأة على جدول أعمال أي محادثات تستهدف انهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ خمس سنوات. ودعت الجماعة المجتمع الدولي الى زيادة كبيرة في المساعدات الانسانية والتفريق بين وجهات نظر الشعب الافغاني وسياسات "طالبان"، كما حضت الحركة على وقف التمييز ضد النساء. العقوبات الدولية من جهة اخرى، خلص وفد من الأممالمتحدة قوّم اثر العقوبات التي تفرضها المنظمة الدولية على افغانستان، الى ان الكارثة الانسانية التي تشهدها البلاد تتفاقم. وقال اندرو كوكس عضو الوفد المكون من ثلاثة مسؤولين في مؤتمر صحافي في كابول امس، ان الوفد سيقدم تقريراً الى مجلس الامن في حزيران يونيو المقبل، مشيراً الى ان الأممالمتحدة ستبعث بوفدين آخرين لمتابعة تقويم الموقف الانساني في البلاد. وصرح بأن الزيارات الاخيرة اوضحت ان "الموقف الانساني في افغانستان آخذ في التدهور" بسبب الحرب الاهلية التي تعصف بالبلاد والجفاف الذي اثر في ملايين الناس. وقال كوكس: "التقرير ينظر ببساطة وبأسلوب مستقل الى ما اذا كانت هناك عواقب انسانية للعقوبات وسيتقدم بتوصياته بشأن كيفية التعامل معها". وقال مانويل بيسلر عضو الوفد ومستشار الأممالمتحدة للشؤون الانسانية ان الوفد حرص على ان يوضح للافغان ان عقوبات الاممالمتحدة تستهدف حركة طالبان لا الشعب. وزار الوفد خلال ثلاثة ايام، مناطق عدة من البلاد وأجرى محادثات مع "طالبان" ومسؤولي اغاثة وافراد يمثلون مختلف الطوائف. وهذه اول زيارة لتقصي الحقائق يقوم بها وفد من المنظمة الدولية منذ ان فرضت الأممالمتحدة عقوبات على افغانستان اواخر عام 1999.