نيويورك الأممالمتحدة، كابول - رويترز، ا ف ب - أعرب المبعوث الدولي الى أفغانستان فرانشيسكو فندريل عن معارضته الأمر الذي أصدرته الادارة الاميركية بإغلاق مكتب حركة "طالبان" في نيويورك، مؤكداً ان هذه الخطوة تعرقل محاولاته لاستئناف مفاوضات السلام بين الطرفين المتحاربين في أفغانستان. وتعهد فندريل في مؤتمر صحافي أول من أمس، مناقشة هذا الأمر مع مسؤولي وزارة الخارجية الاميركية، على أمل التوصل الى اتفاق مع الولاياتالمتحدة. وكانت الخارجية الاميركية أعلنت يوم الجمعة أنه تم إبلاغ "طالبان" بأن عليها أن تغلق مكتبها التمثيلي في نيويورك، انصياعاً لقرار تشديد العقوبات الذي تبنته الولاياتالمتحدة وروسيا في مجلس الأمن، في كانون الأول ديسمبر الماضي. وعلى أثر ذلك، هددت الحركة بإغلاق كل مكاتب الاممالمتحدة في مناطق سيطرتها، وخصوصاً في العاصمة الافغانية كابول. وجاء كلام المبعوث الدولي بعدما قالت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة نانسي سودبرغ الى الصحافيين إثر مشاورات في مجلس الأمن، ان مكتب "طالبان" سيغلق بالتأكيد، لكنها تركت احتمال ألا يضطر مسؤولو المكتب الذين يتولون التفاوض مع الأممالمتحدة، الى مغادرة الاراضي الأميركية. ولا تعترف الأممالمتحدة ومعظم دول العالم بحكومة "طالبان" على رغم أن الاخيرة تبسط سيطرتها على معظم أنحاء افغانستان. ولا يزال المجتمع الدولي يعترف بالحكومة السابقة التي تسيطر على مساحة صغيرة شمال أفغانستان، تنطلق منها عمليات التحالف العسكري المناهض ل"طالبان" المنبثق عنها. ومعلوم أن بين الأممالمتحدة و"طالبان" تعاملات منتظمة، بدأت بالتراجع سواء على صعيد برنامج الاغاثة الانساني أو المفاوضات السياسية، منذ قرار تشديد العقوبات. وحض القرار الدول التي تقيم علاقات مع "طالبان" على إغلاق مكاتب الحركة وطرد موظفيها، لكنه نص أيضاً على ضرورة بقاء بعثات الحركة لدى المنظمات الدولية، إذا وافقت الدول المضيفة. وفرضت العقوبات الجديدة على "طالبان" والتي تتضمن حظراً على السلاح، في محاولة لإجبار الحركة على تسليم أسامة بن لادن الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بأنه العقل المدبر لتفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا في السابع من آب أغسطس 1998. من جهة اخرى، قال منسق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة كينزو اوشيما في كابول امس، ان الوضع في افغانستان "خطير جداً"، مؤكداً انه قد يتفاقم في حال لم تنقل مساعدات سريعاً الى هذا البلد. وقال الى مجموعة صحافيين لدى وصوله الى العاصمة الافغانية: "اننا نملك معلومات مختلفة. والوضع خطير بل خطير جداً". وأضاف: "في حال لم تصل المساعدات الدولية بكميات اكبر، قد يصبح الوضع خطيراً جداً. وعلى العالم ان يهتم حقاً بهذه المسألة". وتابع ان زيارته لأفغانستان ترمي الى تأكيد ان الاممالمتحدة مهتمة بتفاقم الازمة في البلاد وان العالم لم ينس هذا البلد الذي يشهد حرباً. وتأتي زيارته بمبادرة من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، بعدما توفي اخيراً مئات اللاجئين خصوصاً الاولاد في المخيمات.