ترددت انباء عن بدء مفاوضات بين الروس والرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف، نفتها موسكو، كاشفة معلومات عن محاولة لاغتياله. وعقد الرئيس الروسي اجتماعات امنية أعلن بعدها ان الأوضاع في الشيشان "لن تتحسن بسرعة"، فيما أفاد تقرير ان الجنرالات الروس حريصون على ابقاء الوضع متوتراً، لمواصلة الاستفادة من تهريب النفط. بث التلفزيون الشيشاني مقابلة مع أحمد زافغايف الذي عينته السلطات الروسية قائمقاماً لقضاء نادتيريشني شمال الجمهورية والذي كانت القوات الروسية سيطرت عليه من دون قتال في الأسابيع الأولى للحرب. واعترف زافغايف للمرة الأولى بأن الوضع في القضاء "معقد"، على رغم ان الجنرالات الروس كانوا أكدوا مراراً انه "هادئ". واتهم زافغايف زوجة مسخادوف قسامة بزعزعة الاستقرار. وقال انها حاولت بث انباء عن بدء مفاوضات بين زوجها وموسكو. وأصدر سيرغي ياسترجيمبسكي مساعد الرئيس الروسي للشؤون الاعلامية بياناً أكد فيه ان موسكو "لا تجري ولا تنوي اجراء مفاوضات أو اقامة اتصالات مع مسخادوف وأنها ترى ان الحل الأمثل هو القاء القبض عليه وتسليمه الى القضاء". إلا ان المراقبين أكدوا ان موسكو تراجع الملف الشيشاني. ولهذا الغرض عقد الرئيس بوتين اجتماعاً حضره وزراء "القوة" ثم اجتمع الى كل منهم على حدة. وذكر رئيس هيئة وزارة الأمن نيكولاي باتروشيف المكلف قيادة العمليات في الشيشان انه رفع تقريراً خطياً وآخر شفوياً الى بوتين عن الوضع، وأبلغه ان القوات الروسية انتقلت الى أسلوب "الضربات الدقيقة". وأضاف انه تم تحقيق "نجاحات معينة"، لكنه حذر من توقع "سيناريو ايجابي سريع". ونقلت صحيفة "انباء موسكو" الاسبوعية عن مصادر مطلعة ان الجنرالات يعملون على "خلق وضع استثنائي للحفاظ على الأمور كما هي" والاستمرار في عمليات نهب النفط بكميات كبيرة. ونقلت الصحيفة عن باودي حميدوف مدير مؤسسة النفط والغاز في غروزني ان عشرات الصهاريج تهرب النفط الخام من الأراضي الشيشانية الى جمهوريات مجاورة ويتقاضى العسكريون نسباً معينة من الأرباح في مقابل ضمان مرور الشاحنات. وأكدت الصحيفة ان القيادات العسكرية ليست راغبة في تطبيق قرار بوتين بخفض عدد القوات المرابطة في الشيشان، لذا عمدت الى إثارة التوتر مجدداً ما أدى الى وقف الانسحاب. وأكد ل"الحياة" خبير روسي في شؤون القوقاز ان بوتين قد يكون راغباً في التوصل الى تسوية سلمية سريعة مع مسخادوف إلا انه يخشى تزايد ضغوط الجنرالات ومحاولات قطع الطريق على مساعي تنظيم الحوار. وثمة بوادر على ان موسكو بدأت تغير موقفها من مسخادوف بعد دعوته الى طرد "السلفيين" من الجمهورية، ما يعني انه وافق على واحد من الشروط الاساسية التي طرحتها القيادة الروسية. ولفت الانتباه ان وكالة "ايتار تاس" الحكومية بثت أمس نبأ نسبته الى اجهزة الأمن يفيد بأن القائد الميداني الراديكالي رسلان غيلايف الموجود في اذربيجان أرسل مجموعة من 12 شخصاً لقتل مسخادوف ورصد لهذا الغرض 200 الف دولار. وكان مسخادوف انتقد بشدة اصرار غيلايف على خوض معركة خاسرة مع القوات الروسية في بلدة كمسمولسكايا وقدر عدد القتلى فيها من الجانب الشيشاني ب1500. وذكر ان الرئيس الشيشاني وصف غيلايف بأنه "جبان وسافل". وذكرت "ايتار تاس" ان غيلايف اقسم على اغتيال الرئيس الشيشاني وبدأ خطوات عملية لتنفيذ نيته.