وافقت القيادة السودانية على اقتراحات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لتسوية الخلافات السودانية - الاوغندية وتحسين العلاقات بين الخرطوم وأسمرا، وأبدت تفاؤلها بإمكان تجاوز التوترات مع جارتيها خلال المرحلة المقبلة. وانتقل القذافي أمس من الخرطوم الى كمبالا بعد زيارة استمرت يومين للسودان. وأعلن الرئيس عمر البشير ان محادثاته مع الزعيم الليبي أدت الى الاتفاق على تنشيط مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري وتنفيذ مشاريع مشتركة في الاستثمار الزراعي في شمال السودان، وتفعيل اتفاق التكامل. وأكد البشير، أمام الصحافيين أمس، ان محادثاته مع القذافي ركزت على تحسين علاقات بلاده مع جارتيها أوغندا واريتريا. وقال: "ان الفترة المقبلة ستشهد تطورات ايجابية في هذا الشأن". لكنه أوضح ان المحادثات "لم تخرج بترتيبات جديدة لتنشيط المبادرة المصرية - الليبية للوفاق والسلام في السودان"، لافتاً الى ان وزيري خارجية البلدين سيجددان الاتصالات لتحديد جدول زمني توافق عليه الحكومة والمعارضة. الى ذلك أكد أمين شؤون الوحدة الافريقية الليبي الدكتور علي عبدالسلام التريكي للصحافيين حرص بلاده على انهاء الخلافات السودانية - الاوغندية. وقال: "ان هذه القضية ستكون من أبرز أجندة القذافي في لقائه مع القيادة الاوغندية"، مشيراً الى "مساع ليبية ومصرية سابقة جمعت مسؤولين سودانيين وأوغنديين اتفق خلالها على مسائل لم تنفذ كاملة". وأوضح "ان الجهود الليبية - المصرية للوفاق في السودان لم تتوقف، وان الاتصالات مستمرة مع الحكومة والمعارضة". وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان حكومته وافقت على الاقتراحات الليبية لإزالة الخلافات بين الخرطوم وكمبالا، مؤكداً وجود تنسيق بين السودان وليبيا في شأن القضايا الثنائية والاقليمية والدولية. في كمبالا ا ف ب، اعلن الوزير المكلف شؤون الرئاسة الاوغندي روحاكانا روغوندا ان البشير سيشارك اليوم في حفلة اداء نظيره الاوغندي يويري موسيفيني اليمين الدستورية بعد ان اعيد انتخابه في آذار مارس. ورفض روغوندا تأكيد ما اذا كانت زيارة الرئيس السوداني على علاقة بزيارة الزعيم الليبي الذي وصل بعد ظهر امس الى كمبالا من الخرطوم، مضيفا "ان زيارة البشير امر جيد وايجابي لعلاقاتنا الثنائية. واننا بالتأكيد نرحب به".