نشرت جريدة "الحياة" رقم 13913، الخميس المصادف 19 نيسان ابريل على صفحتها الثانية، بقلم مراسلها في هولندا، عموداً بعنوان "بعد اشتباكات آذار والهجوم على مبنى البرلمان، قوة تدخل سريع في لاهاي لمواجهة غضب اللاجئين الأكراد". أود أن أشير الى أن مدينة لاهاي أصبحت في الأشهر الثلاثة الأخيرة مسرحاً لاعتراض اللاجئين الأكراد والعراقيين. ونحن، كاتحاد عام اللاجئين العراقيين، نظمنا ثلاث تظاهرات في هولندا التي شارك فيها ما يزيد على ستة آلاف لاجئ. وقد أُجبر رئيس البرلمان الهولندي على الحضور الى التظاهرة الثانية، والالتقاء بالمتظاهرين، والوعد بتقديم وثائق ومطاليب الاتحاد الى الأحزاب المشاركة في البرلمان والعمل على تلبيتها. ومسألة اللاجئين الأكراد العراقيين أصبحت، في الأشهر المنصرمة، محور نقاش الأحزاب البرلمانية في هولندا، بعد أن طلبت الأحزاب اليمينية، من منطلق اعتبار كردستان العراق منطقة آمنة ترحيل 9 آلاف لاجئ عراقي الى تلك المنطقة. وعندما يدافع اسماعيل زاير عن وجود الأمن في كردستان العراق تحت حكم الأحزاب الكردية، يعتبر النظر الى كردستان العراق كمنطقة غير آمنة تطرفاً. وهذا دليل معاداة مراسل "الحياة" للاجئين العراقيين، والدفاع عن الأحزاب الحاكمة، وبشكل آخر الدفاع عن قرار الحكومة الهولندية بترحيل اللاجئين، على رغم ان الذين شاركوا في تظاهرة 29/3 غُرِّموا بأكثر من نصف مليون غيلدن العملة الهولندية. والأغرب هو أن هذا المراسل، بعيداً من كل المبادئ الصحافية، يعتبر الدفاع عن حقوق اللاجئين، وهو أحد أسس حقوق الإنسان في معاهدة جنيف 1951، تطرفاً. والحقيقة ان كردستان العراق تحولت منذ أكثر من عشر سنوات ساحة لمناورات الميليشيات العسكرية للأحزاب المتناحرة، وللإرهابيين، وبيانات منظمة "الأمنستي انترنشنال" لجنة العفو الدولية هي خير دليل على هذا الواقع. واغتيال فرنسوا حريري، عضو قيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني، هو مثال على صحة ما نقول. والأهم من كل هذا هو غياب الأفق السياسي، وبقاء مصير هذا المجتمع معلقاً. وهو أشبه بمعسكر كبير للاجئين. وأرى من الضروري الإشارة الى أن موقفكم هذا هو نقيض المبادئ الصحافية. ريبوار عارف سكرتير الاتحاد العام للاجئين العراقيين.