يزور مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية توماس بيكرينغ تونس غداً لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين فيها، تتناول آفاق تطوير التعاون الثنائي والوضع في منطقة الشرق الأوسط وقضايا الأمن والاستقرار في شمال افريقيا والمتوسط. وزيارة بيكرينغ هي الثانية لمسؤول أميركي رفيع المستوى لتونس في أقل من أسبوعين والثالث منذ مطلع العام، إذ كان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط مارتن إنديك زارها في آذار مارس في إطار جولة شملت كذلك الجزائر والمغرب، وتركزت المحادثات خلالها على وسائل تحريك مسار السلام المعطل في الشرق الأوسط. وزار مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الاقتصاد والتجارة والزراعة ستيوارت أيزنستات تونس أواسط الشهر الماضي لعرض مشروع شراكة أميركية - مغاربية تشمل إلغاء الحواجز الجمركية الداخلية بين المغرب والجزائروتونس لتشكيل كيان اقتصادي يتفاوض مع الأميركيين على انشاء منطقة اقتصادية متكاملة. وأفادت مصادر أميركية أن بيكرينغ سيجتمع في تونس مع الوزير الأول الدكتور حامد القروي ووزير الخارجية السيد سعيد بن مصطفى وسيستقبله الرئيس زين العابدين بن علي. وأوضحت ان محادثاته مع المسؤولين التونسيين ستشمل مشروع الشراكة الأميركية - المغاربية والفكرة التي اقترحتها واشنطن في شأن عقد اجتماع رفيع المستوى لمسؤولين سياسيين من البلدان الأربعة قبل نهاية السنة في العاصمة الأميركية لمزيد بلورة المشروع، وكذلك تعطل مسار التسوية السلمية في الشرق الأوسط والعلاقات بين العراق واللجنة الأممية الخاصة وآخر تطورات أزمة "لوكربي". وكان التونسيون أظهروا رغبتهم بأن يشمل مشروع الشراكة الأميركية - المغاربية كلاً من ليبيا وموريتانيا، مما يستدعي الاسراع بحل أزمة "لوكربي". واستقبل الرئيس بن علي أول من أمس السفير الليبي لدى تونس شعبان العربي عبدالحفيظ ولم يعلن شيء عن فحوى اللقاء، إلا أن مراقبين رجحوا أن يكون مرتبطاً بالمشاورات التجارية في شأن مشروع الشراكة الاقليمي مع الولاياتالمتحدة. وتأتي زيارة بيكرينغ لتونس بعد زيارة رسمية قام بها وزير الدفاع التونسي السيد حبيب بن يحيى إلى واشنطن الأسبوع الماضي وأجرى خلالها محادثات مع كبار المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية ومجلس الأمن القومي والكونغرس، في مقدمهم نظيره وليام كوهين. من جهة أخرى، عبر الرئيس بن علي أمس عن ارتياحه لما تشهده العلاقات الثنائية من "تعاون مثمر وتطور مستمر"، وأبدى في رسالة وجهها إلى الرئيس كلينتون لمناسبة العيد الوطني الأميركي عن أمله ب "نجاح المساعي الأميركية الرامية لتنشيط السلام في المنطقة.