هل صارت الدورة الثالثة لمعرض الكومبيوتر وتقنية المعلومات "جيتكس القاهرة 2001"، من علامات "مفترق الطرق" بعدما دخلت دائرة اهتمام المعنيين بشؤون تكنولوجيا الاتصالات في مصر؟ يرغب المصريون في تفعيل معارضهم المحلية، وعددها أربعة، وتصديرها الى الدول العربية. واستقطب "جيتكس"، هذه السنة، مئةً وعارضين يمثلون 313 شركة من 16 دولة. أي أن السوق المصرية باتت موضع تنافس بين جهات تطمح كل منها الى نصيب كبير من "كعكة" الاتصالات. لكن مدى افادة السوق المحلية من ذلك رهن بقدرة الحكومة على إزالة الرسوم الجمركية عن مكونات الكومبيوتر وتخطي الروتين في الاجراءات اللازمة لإقامة المعارض، كما هي الحال في دولة الإمارات ولبنان. شكَّل "جيتكس" منصة الاطلاق الرسمية لمعالج "بنتيوم 4" الذي تنتجه شركة "انتل" العالمية في السوق المصرية، وترافق ذلك مع حضور نائب رئيس الشركة للمبيعات والتسويق روبرت ايكيلمان. ولاحظ الحضور ان "انتل" تريد بناء شبكة من الموزعين المحليين، ما يمكن المستخدمين من الحصول على افضل الاجهزة بكلفة أقل. ويمتلك المعالج "بنتيوم 4" خصائص هدفها تحسين قدرات الانترنت في ما يتعلق بتطبيقات الوسائط المتعددة، خصوصاً عندما يكون متصلاً بالشركة من خلال "خط المشترك الرقمي" DSL. وأعلن المدير العام للشركة في الشرق الأوسط جيلبرت لاكروا أن "انتل" واثقة بأن مبيعات "بنتيوم 4" على المستوى العالمي ستشكل 50 في المئة من مجمل دخلها نهاية سنة 2001. واشاد بتطبيق الاردن ولبنان نسبة الصفر في ضريبة استيراد كل ما يتعلق بتقنية المعلومات، ما حقق زيادة ملحوظة في المبيعات. وضم المعرض أيضاً جناحاً خاصاً بالشركات المتخصصة في انتاج تقنيات التصنيف الرقمي وتطويرها ومعدات المسح الضوئي وتقنيات الترميز والتشفير. وهذه التقنيات المتطورة تسهم في ترسيخ سمعة مصر مركزاً للتجارة واعادة التصدير في المنطقة. يذكر أن الطلب على منتوجات الترميز والتشفير الرقمية حقق نمواً كبيراً في الأسواق العالمية، إذ تصل نسبة النمو السنوي في مبيعها عالمياً إلى نحو 25 في المئة سنوياً، ونظراً الى محدودية انتشار هذه التقنيات في الاسواق المصرية. وفي الوقت نفسه، عرضت اكثر من 50 شركة متخصصة في هذا المجال تقنيات وخدمات يمكنها الاسهام في تطوير مستوى أداء الشركات التجارية وتعزيز قدراتها على ضبط الاعمال الخاصة بإدارة المخازن وأعمال المناولة والتوزيع. وأبرمت شركة "ناتيف تايمز" عقوداً مع نحو 13 شركة مصرية من مزودي خدمة الانترنت للدخول معها في الشبكة المعربة التي يمكن المستخدم العربي دخولها، في سهولة، من دون ان تكون اللغة عائقاً. وأعلنت شركة "يللا اون لاين" المصرية توقيعها اكثر من 3400 اشتراك جديد للانترنت من خلال مشاركتها في "جيتكس"، ما يعني نجاح الشركة في جذب كثير من المستخدمين الى خدماتها بعد تقديم عروض جديدة للاشتراك في هذه الخدمات. وأطلقت شركة "ريكو" المتخصصة في انتاج الطابعات وآلات النسخ أحدث طابعاتها التي تصل قدراتها الى ورقة كل 7 ثوان، اضافة إلى عرض انتاجها الجديد من الكاميرات الرقمية. وركزت شركة "سيسكو سيستمز" على التعليم. في الوقت نفسه، ابرمت شركة "ايزيس" المصرية 112 اتفاقاً في شأن خدماتها الجديدة E-For Ferr التي اطلقتها لمساعدة الشركات على دخول عالم التجارة الالكترونية. وتمكنت شركة "زيبرا" المتخصصة في تقديم حلول الترميز الرقمي، من الاتفاق مع عدد من الشركات المصرية على تزويدها أحدث النظم في هذا المجال. وتجاوز زوار موقع E-kotob، وهو من اكبر المكتبات العربية على الانترنت، الآلاف الستة، خلال المعرض. أما شركة "فيمانتكا الايطالية" التي شاركت في المعرض للمرة الأولى، فأعلنت تعيين عدد من الموزعين المحليين لبيع أحدث برمجياتها، خصوصاً برنامج حماية الشبكة من القراصنة. وتمثل جديد المعرض في مؤتمر "جيتكس" الذي نظمته "داتا ماتكس"، خصوصاً أنه خرج بتوصيات عدة اعتبرها البعض، في حال تطبيقها، نموذجاً لما يمكن أن يكونه مستقبل العالم العربي في هذا المجال.