جاكارتا - أ ف ب، رويترز - دفع البرلمان الأندونيسي البلاد الى مأزق ينذر بتصعيد قد يهدد وحدتها، بعدما وجه أمس، لوماً ثانياً الى الرئيس عبدالرحمن وحيد المتهم بالتورط بفضيحتين ماليتين ستة ملايين دولار. ومع بدء العد العكسي لعزل وحيد، الذي تزعم رابطة نهضة العلماء بأعضائها الأربعين مليوناً على مدى 15 سنة، ارتفعت حظوظ نائبته ميغاواتي سوكارنو - بوتري لتكون أول امرأة ترأس هذه الدولة الإسلامية الكبرى. ويزيد قرار البرلمان أمس، الذي اتخذ بغالبية 363 صوتاً في مقابل 52، وامتناع 42 نائباً عن التصويت، الضغوط على كاهل وحيد ليستقيل من الرئاسة بعد 18 شهراً أمضاها في المنصب، مما يضعف فرص اكماله ولايته مدتها خمس سنوات المقرر أن تنتهي عام 2004. ونفى وحيد ارتكاب أي مخالفة في شأن الفضيحتين الماليتين، وتتناول الأولى 4 ملايين دولار اختلسها أحد أعوانه من شركة أغذية حكومية، والثانية مليوني دولار تبرع بهما سلطان بروناي حسن بلقيه، ولم يفصح الرئيس الأندونيسي عنهما. وقال ناطق باسم وحيد إنه لن يتنحى، على رغم موقف البرلمان، علماً أن أي مساءلة رسمية قد تستغرق شهوراً. وأمام وحيد 30 يوماً ليقدم رداً الى البرلمان على اللوم الثاني. ولدى توجيه اللوم الأول إليه في شباط فبراير الماضي، غادر قاعة البرلمان من دون أي رد، مما أثار حفيظة النواب، وقال: "حتى لو غيّرنا رئىس الجمهورية مئة مرة في السنة، لا أحد يستطيع تنشيط اقتصاد متدهور". وكان الحزب الديموقراطي الأندونيسي، بزعامة نائبة الرئيس ميغاواتي سوكارنو - بوتري، وحزب "غولكار" اللذان يسيطران على البرلمان، أعلنا قبل جلسة توجيه اللوم أمس، تأييدهما الاجراء الهادف الى عزل وحيد، وهو أول رئيس ينتخب ديموقراطياً في تاريخ اندونيسيا. واستغل نواب أحزاب رئيسية أخرى الجلسة لمهاجمة وحيد لفشله في اخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية، وتمضيته الكثير من الوقت في جولات خارجية. ومع بدء البرلمان جلسته، شارك أكثر من 20 ألفاً من انصار وحيد في "صلاة جماعية" وانتهى التجمع سلمياً. وينتمي هؤلاء الى تجمع "نهضة العلماء" الموالي للرئيس، والذي هدد بحشد الملايين من أنصاره في شوارع العاصمة إذا مضى البرلمان قدماً في توجيه اللوم. ورأى محللون ان الورقة التي يستفيد منها وحيد هي الخوف من حدوث اضطرابات دموية تعصف بالبلاد، على رغم تحول معظم المؤسسة السياسية ضده.