قال وزير العدل السابق، أحد أركان حزب العمل يوسي بيلين، إن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني سيعودان عاجلاً أم اجلاً الى "ورقة كلينتون التوفيقية" التي قدمها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لاعتمادها في المفاوضات من اجل التوصل إلى تسوية دائمة. وأضاف: "أرجو أن يتم ذلك في القريب لنتجنب مزيداً من سفك الدماء". واوضح بيلين لمحاوره في الاذاعة الاسرائىلية اول من امس ان المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين كانوا على وشك التوصل إلى مسودة اتفاق في طابا، لكنهما ترددا في ذلك رغم توصلهم إلى تفاهمات في غالبية القضايا "فنحن رأينا ان المجتمع الإسرائيلي وحتى أوساط الحمائم لا تستسيغ ذلك قبل أيام من اجراء انتخابات لرئاسة الحكومة، أما الفلسطينيون فتوقعوا فوز شارون في الانتخابات وخافوا ان يرى حداً في تفاهمات نقطة بداية لمفاوضات جديدة". ورداً على سؤال عن الموقف الفلسطيني من "حق العودة"، قال بيلين أنه كان بوسع الطرفين التوصل إلى اتفاق في هذه المسألة أيضاً يقضي بالقول إن حق العودة هو التفسير الفلسطيني لقرار 194، بينما إسرائيل لا تقبل هذا التفسير. وزاد ان الفلسطينيين كانوا سيكتفون بالاتيان إلى ذكر حق العودة في الاتفاق النهائي "لأنهم يعلمون ويجب أن يعلموا أنهم لن يجدوا صهيونياً واحداً في إسرائيل يوافق على عودة اللاجئين إلى حدود إسرائيل، بينما نمنحهم تطبيق هذا الحق في حدود الدولة الفلسطينية العتيدة". وأضاف انه على رغم التصعيد في المواجهات الحاصل في الأسابيع الأخيرة، فإن السلطة الفلسطينية تبقى الشريك في المفاوضات "ومن يرى أن القيادة الحالية للسلطة، وهي قيادة براغماتية، ليست شريكاً فسيحصل على شريك بديل اسمه حماس". وحذر بيلين حكومة شارون من مغبة الاعتقاد أنه بالإمكان ارجاء التوصل إلى تسوية دائمة عشرات السنين. وقال: "لن يجد شارون شريكاً لبرنامجه القاضي بالتوصل إلى اتفاقات مرحلية ممتدة، ففي أحسن الأحوال سيوافق الفلسطينيون على تسوية دائمة يتم تنفيذها على مراحل". وجدد بيلين موقفه الداعي إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين فوراً، وقال إنه لا يمكن الحديث عن مفاوضات أمنية فقط "علينا السعي إلى التنسيق الأمني وفي الوقت ذاته مباشرة المحادثات السياسية لنقول للفلسطينيين عموماً اننا معنيون بوضع حد لسفك الدماء وان هناك فعلاً ضوءا في آخر النفق". وزاد ان البديل لذلك هو أن نرى مزيداًَ من الانتحاريين الفلسطينيين في المدن الإسرائيلية ينطلقون إلى عملياتهم بشعور أن ليس لديهم ما يخسرونه. وحذر بيلين، الذي يسعى لتزعم حزب العمل موقتاً إلى حين انتخاب زعيم جديد في أيلول سبتمبر المقبل، زملاءه في قيادة الحزب من أن بقاءهم في حكومة شارون يعني أن العمل سيخسر حتماً الانتخابات المقبلة، لأنه أضحى في نظر الإسرائيليين نسخة ثانية عن حزب ليكود اليميني. وكشف أن أعضاء كثيرين تركوا الحزب منذ انضمامه إلى الائتلاف اليميني. وزاد أن رئيس الكنيست ابراهام بورغ، صاحب الحظوظ الأوفر للفوز بزعامة الحزب، يتبنى الموقف ذاته وسيسعى لطرح خيار حقيقي على الجمهور الإسرائيلي. وعن تقويمه لأداء حكومة شارون بعد شهر على مباشرة عملها، قال بيلين إنه لا يثق برئيس الحكومة الذي يطلق مجرد شعارات عن الأمن والسلام ولا يخطو خطوات جدية في هذا الاتجاه. وختم بيلين قائلاً إن انتخاب شارون رئيساً لحكومة إسرائيل هو أحد أفظع الأمور التي حصلت في تاريخ إسرائيل وان انتخابه كان يوماً أسود ينذر شراً بالنسبة اليه.