بحث أمير دولة قطر رئيس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي الشيخ حمد بن خلفية آل ثاني مع وفد حركة "طالبان" امس، الأوضاع في الأراضي الافغانية، اضافة الى "السبل الكفيلة بانهاء الأزمة الدائرة هناك" بحسب ما أورده مصدر حكومي. وحضر اللقاء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الدولة للشؤون الخارجية السيد أحمد بن عبدالله آل محمود ومدير الادارة الآسيوية والافريقية في الخارجية عبدالرحمن الخليفي. وكشف وزير الخارجية في حكومة "طالبان" وكيل احمد متوكل ان اللقاء مع أمير قطر كان "ناجحاً" وسادته "مناقشات بناءة" وتناول كيفية تقديم المساعدات للشعب الافغاني وامكان تحقيق مصالحة بين اطراف النزاع، تحت مظلة منظمة المؤتمر الاسلامي برئاسة قطر. واشار الى ان محادثاته في قطر تناولت موضوع تسليم مقعد افغانستان في المنظمة الاسلامية لحكومة امارة افغانستان الاسلامية حركة طالبان التي تسيطر على 95 في المئة من أراضي الدولة. وقال متوكل في لقاء محدود حضرته "الحياة" امس: "نأمل في ان نعوّض بمقعد في المنظمة وتعترف بنا الدول الاسلامية اعترافاً رسمياً". ولفت الى ان أمير قطر أوكل وزير خارجيته البحث في هذا الموضوع مع الوفد في محادثات تجري اليوم. ابن لادن وسألته "الحياة" عن موضوع وجود اسامة بن لادن في افغانستان وتطورات الموقف في هذا الشأن، فوصف ابن لادن بأنه "ضيف الشعب الافغاني وجاء للمساهمة في الجهاد". ورداً على سؤال آخر ل"الحياة" عما اذا كانت اميركا اشترطت تسليمها ابن لادن في مقابل اعترافها بحكومة الحركة، قال ان "القضيتين مستقلتان، فأسامة بن لادن متهم بنظرهم الاميركيين ولم يأتوا باثبات لذلك، أما الاعتراف بالامارة فهو حق شرعي". وقال: "نحن نريد علاقات حسنة مع أميركا اذا أرادت ذلك أما تسليمها ابن لادن فهذا غير وارد". وسئل عن اتصالات بين الحركة واميركا، فاجاب ان "اتصالاتنا مستمرة". لكنه اتهم واشنطن بإثارة المشكلات مع بلاده، ولفت في هذا الصدد الى "مشكلات اميركا مع الصينوايران والسودان"، وانحيازها الى جانب إسرائيل وموقفها واشنطن تجاه العراق ومعاناة شعبه. وسئل عن دعم اميركا لحركة "طالبان" حتى سيطرت على افغانستان فرد "أميركا كانت لها مصالح في المنطقة وتحققت اذ تم تفكيك الاتحاد السوفياتي. وهي دائماً تغيّر مواقعها". وأضاف ان "اسامة بن لادن كان بالنسبة الى أميركا بطلاً واصبح الآن ارهابياً". وقال إن "الأميركيين ضخموا موضوع اسامة بن لادن بعد الجهاد تولي حركة طالبان الحكم لابقاء سيطرتهم على المنطقة، فهم دائماً يكيلون بمكيالين"، مشيراً الى انهم استقبلوا الشيوعي عبد المالك. ورداً على سؤال عما اذا كان ابن لادن يقدم مساعدات لحركة "طالبان" ويقيم مشاريع في مناطقها، قال: "يا ليت كانت له مشاريع كنا استفدنا منها". وأضاف مبتسماً انه "مسكين، وأميركا تستخدم موضوعه حيلة" ضد "طالبان". ووصفه بأنه "مسلم ليس له مكان في العالم". وجدد وزير خارجية "طالبان" عرضاً بأن يتم فتح ملفه في محاكم الحركة، وقال: "اقترحنا تشكيل لجنة من ثلاث دول، اذا اتخذت أي قرار فنحن مستعدون لتنفيذه، حتى لو كان سيؤدي للاقتصاص من ابن لادن". المعارضة وعن رأيه في عودة زعيم الميليشيات الاوزبكية عبد الرشيد دوستم الى الشمال الافغاني، قال ان "هذا من صالحنا ويؤكد موقفنا وهو ان المعارضة سواء أحمد مسعود أو دوستم مدعومة من الخارج، من موسكو والهند واطراف اخرى". ورأى ان "دوستم الشيوعي وأحمد مسعود هما معارضة واحدة مدعومة من الخارج ولا جديد في الأمر". وسئل عن العلاقة مع ايران فقال: "إن لنا علاقات تجارية ولا توجد علاقات سياسية. ولكننا نتطلع الى ذلك قريباً". وأكد عزم حكومته على التوجه الى الخارج لتوضيح الحقائق. وقال: "نحن نريد علاقات مع كل الدول ولم نصل الى مرحلة اليأس".