استبعدت مصادر في الادارة الاميركية ان يستجيب الرئيس جورج بوش مطالبة عدد كبير من اعضاء الكونغرس الاميركي بمراجعة العلاقات الاميركية - الفلسطينية وعدم تمديد الإعفاء الخاص الممنوح لمنظمة التحرير بالسماح لها بابقاء مكتبها في واشنطن وبعدم تقييد سفر المسؤولين الفلسطينيين الى الولاياتالمتحدة باسثناء المتورطين في "اعمال العنف". وكان هؤلاء وجهوا رسالة بهذا المعنى الى بوش. وتوقعت المصادر ان يواصل الرئيس منح الفلسطينيين هذا الاعفاء من قانون 1997 للارهاب، ما يسمح للسلطة الفلسطينية بالمحافظة على وضعها الحالي في الولاياتالمتحدة قبل ان تنتهي فترة الاعفاء الراهنة في 19 الشهر الجاري. وكانت هذه الرسالة امس موضع انتقاد في القاهرةوغزة، كذلك في ابو ظبي حيث التقى وفد من الكونغرس الاميركي نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة الامارات الشيخ سلطان بن زايد ووزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ حمدان بن زايد. وانتقد دعوة أعضاء في الكونغرس الأميركي إلى إعادة تقويم العلاقات الأميركية مع الفلسطينيين، وقال إنه "لا بد من أن يقف الكونغرس مع الحقوق الأساسية للإنسان التي تؤكد حق أي إنسان في العيش بحرية وكرامة على أرض وطنه، لكننا نرى بعض أعضائه يختار الوقوف إلى جانب قوات الاحتلال ويدعو الإدارة الأميركية إلى دعمها والتخلي عن دورها المفترض كراعٍ نزيه لعملية السلام في الشرق الأوسط". ووصف الشيخ حمدان هذه الدعوة بأنها "خطيرة وستؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وبما ينعكس بالضرر على الجميع بمن فيهم الولاياتالمتحدة". وفي القاهرة دعا وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الديبلوماسية العربية لأن تلعب دوراً يستهدف الاصرار على حماية الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، كما حضّها على شرح الموقف العربي من خلال اتصالات مع اعضاء الكونغرس، مشيراً إلى "عمليات تضليل من جانب اللوبي اليهودي"، وقال "إن هناك سوء فهم كبيراً وفظيعاً يضع المسؤولية كلها على الرئيس ياسر عرفات شخصياً وعلى عاتق الجانب الفلسطيني"، مؤكداً في الوقت نفسه أن الجانب الاميركي استمع خلال زيارة الرئيس حسني مبارك إلى الرأي المصري والعربي بكل اهتمام. وفي غزة اف ب انتقد نبيل ابوردينة، مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، امس السبت دعوة اعضاء الكونغرس الاميركي الى اعادة تقويم العلاقات مع الفلسطينيين معتبراً انه "ستكون لها آثار سلبية وستؤدي الى المساس بالاستقرار في المنطقة، الامر الذي سينعكس بالضرر على الجميع، على المنطقة وعلى الولاياتالمتحدة الاميركية". وطالب الادارة الاميركية "بعدم الاستجابة لهذه المطالب التي تخالف الشرعية الدولية"، محملاً الحكومة الاسرائيلية "مسؤولية توتير الاجواء والعنف في المنطقة". واشار الى "ان هذا التصرف غير مسؤول ومنحاز" محذراً من "هذه السياسة غير المتوازية". الرسالة غير ملزمة واشارت مصادر في الكونغرس الاميركي الى ان 187 نائباً من أصل 435 حسب الرقم الذي اعلنته منظمة "ايباك" وقعواعلى الرسالة، وهذا يشكل تراجعاً لحجم التأييد الاوتوكاتيكي التي تحصل عليه منظمة "ايباك" عادة حين تقود تحركاً في الكونغرس 87 عضو في مجلس الشيوخ من أصل 100 وقعوا على رسالة منفصلة حملت المطالبة نفسها. واضافت المصادر ان الناطق باسم مجلس النواب، وهو جمهوري، وجميع اعضاء لجنة المخصصات الواسعة النفوذ، رفضوا التوقيع على الرسالة، وكانت اكثرية الموقعين من الديموقراطيين. وكان ملفتاً ان "ايباك"، لم توزع هذه المرة لائحة الاعضاء غير الموقعين، نظراً الى ان عدداً كبيراً من النواب رفض التوقيع. وتوزع "ايباك" عادة اسماء النواب الذين لا يصرحون بتأييد توجهاتها خدمة لمصالح اسرائيل على مناصريها في الولايات الاميركية التي يمثلها هؤلاء اوعلى المتمولين اليهود الذين يدعمون الحملات الانتخابية للنواب والشيوخ. لكن الرسالة المذكورة غير ملزمة للادارة ولا تعتبر قراراً وبالتالي لم يحصل تصويت عليها في الكونغرس. وفد الكونغرس في الامارات وضم وفد الكونغرس الأميركي برئاسة نك رحال عضو لجنة المخصصات واللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية، عدداً من رؤساء اللجان في الكونغرس، وسيجتمع خلال زيارته للإمارات مع وزير الإعلام والثقافة ومسؤولين آخرين، فيما ستشمل جولة الوفد، إضافة إلى الإمارات، كلاً من قطر وسلطنة عُمان. ودان الشيخ سلطان بن زايد في حضور الوفد الاعتداءات العسكرية المستمرة ضد الفلسطينيين، وطالب الإدارة الأميركية بحماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وانتقد في هذا "الفيتو" الأميركي في مجلس الأمن الدول لمنع اتخاذ خطوات لحماية الفلسطينيين. وطالب الشيخ حمدان بن زايد الكونغرس ب "عدم الخضوع لأساليب الابتزاز وقلب الحقائق التي تلجأ إليها الدوائر الصهيونية في الولاياتالمتحدة، وتروج بأن الفلسطينيين هم المتسببون في استمرار العنف برفضهم الأيدي الإسرائيلية الممتدة اليهم بالسلام، في حين أن هذه الأيدي لا تقدم لهم إلا القتل والتدمير والحصار والتجويع وبناء مزيد من المستوطنات واستباحة المقدسات". ودعا الشيخ حمدان الكونغرس إلى "تشكيل لجان لتقصي الحقائق على الطبيعة في الأراضي الفلسطينية حتى تكون الصورة واضحة ويستطيع التعامل بنزاهة مع ما يجري حالياً من أحداث خطيرة من شأنها دفع الأمور في الشرق الأوسط برمته نحو الانفجار". كما حض الكونغرس على "انتهاج سياسة متوازنة تجاه منطقة الشرق الاوسط بما يسهم في إقرار سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة"، مؤكداً أن نقل السفارة الأميركية إلى القدسالمحتلة "يهدد المصالح الأميركية - العربية المشتركة". وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الإعلام والثقافة الإماراتي، انتقد بشدة الانحياز الأميركي لجانب إسرائيل، وطالب الولاياتالمتحدة بأن تصنف نفسها وإسرائيل في مقدم الدول الداعمة للارهاب.