طوكيو - رويترز، أ ف ب - وضع رئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري حداً لتدهور شعبيته، فقدم استقالته في مسعى الى تحسين صورة الحزب الليبرالي الحر الحاكم، قبيل انتخابات مجلس الشيوخ بعد نحو شهرين. وتركت الازمة الاقتصادية في اليابان اثراً واضحاً في مرشحي الحزب الى المنصب الاول، إذ لم يبدِ اي منهم حماسة له. ونقلت وكالة انباء "جيجي" عن موري قوله: "استمعت الى الجميع، وأُبلغت أننا لا يمكن ان نفوز بانتخابات مجلس الشيوخ البرلمان. لست بالسياسي الذي يتمسك بالسلطة". ويأتي إعلان استقالة موري، ثامن رئيس وزراء لليابان منذ عام 1990، غداة قرار الحزب الليبرالي الديموقراطي المحافظ الذي ينتمي اليه، إجراء انتخابات لاختيار قيادة جديدة له في 24 نيسان ابريل الجاري، وهو الحزب الرئيس في البرلمان وزعيمه يصبح تلقائياً رئيساً للوزراء. ومن المقرر ان يعلن رسمياً الثلثاء المقبل موعد اجراء انتخابات رئاسة الحزب وتشكيل حكومة جديدة. وقبل اعلان حكومة موري استقالتها، اتخذت آخر قرار لها، متبنية برنامجاً يهدف الى انعاش سوق البورصة التي تعاني ركوداً منذ بداية السنة، والى اصلاح جذري للنظام المصرفي في البلاد. ولم تثر استقالة موري الذي بقي عاماً واحداً في السلطة، عقب اصابة سلفه بسكتة دماغية، الاسف، باعتبار انه كان احد رؤساء الوزراء الاقل شعبية في اليابان، وانخفضت شعبيته الى ما دون 10 في المئة، فضلاً عن ان الاخطاء التي ارتكبها وعجز حزبه عن تأمين مطالب الشعب وتدهور الوضع الاقتصادي، زادت من استياء ناخبيه. وأطلق موري عبر استقالته، السباق الى خلافته، إلا ان المرشحين المحتملين لم يندفعوا، متخوفين من الصعوبات السياسية والاقتصادية التي سيكون عليهم مواجهتها. وسيكون امام خلفه مواجهة هذا الاستياء خلال انتخابات مجلس الشيوخ المرتقبة، نهاية تموز يوليو المقبل، اذ ان احتمال هزيمة الحزب في هذه الانتخابات بحسب توقعات بعض الخبراء، سيرغمه على الاستقالة بعد ثلاثة أشهر من توليه السلطة. وقد يعتمد الحزب قراراً عقلانياً بتعيين زعيم أبرز اجنحته رئيس الوزراء السابق ريوتارو هاشيموتو البالغ من العمر 63 عاماً، رئيساً للوزراء. ويبدو أنه المرشح الأوفر حظاً لخلافة موري، ومحاولة انقاذ الحزب من هزيمة منكرة في انتخابات مجلس الشيوخ، خصوصاً انه يحظى بتقدير كبير في الخارج، لكنه لا يتمتع بشعبية قوية في بلاده وارغم على الاستقالة إثر هزيمة نكراء في انتخابات مجلس الشيوخ عام 1998. إلا ان الحزب الليبرالي الديموقراطي يفتقر اليوم الى زعيم حقيقي بعد وفاة نوبورو تاكيشيتا، العام الماضي، ويشهد انقسامات حادة. ويؤيد قسم من الناشطين في الحزب، تولي جونيشيرو كويزومي البالغ من العمر 59 عاماً وذي الشعبية الواسعة السلطة، إلا ان افكاره الاصلاحية، خصوصا تلك المتعلقة بتخصيص خدمات البريد، تثير حذر الكادرات القديمة في الحزب.