حملت الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة عبد القادر باجمال أكثر من مفاجأة وأكثر من متغير والكثير من الوجوه الشابة. وعكس ذلك توجهاً لدى الرئيس علي عبدالله صالح نحو تحقيق قفزة نوعية واعطاء التيار "الليبيرالي" في المؤتمر الشعبي الحزب الحاكم فرصة لتحمل مسؤولية التجديد وتجاوز سلبيات الحكومات السابقة. راجع ص 2 وغلب على حكومة باجمال التمثيل الجغرافي لمختلف المحافظات اليمنية واعتبارات الثقة السياسية والمؤهلات. اذ دخل الحكومة الجديدة عشرون وزيراً للمرة الأولى من بين 35 وزيراً، وخرج 18 وزيراً من الحكومة السابقة واستحدثت 6 حقائب وزارية. وسيصار الى توزيع الخارجين من الحكومة على مجلس الشورى والسلك الديبلوماسي، فيما يذهب عدد منهم إلى التقاعد. ومن أهم ملامح الحكومة اليمنية الجديدة دخول وزراء شباب وتولي عدد منهم حقائب سيادية. وفي طليعتهم الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية، وهو كان وزيراً للتربية والتعليم قبل نحو عشر سنوات رئيس الدائرة السياسية في حزب "المؤتمر"، واللواء الركن رشاد العليمي وزير الداخلية الذي كان مديراً لأمن محافظة تعز، وحسين ضيف الله العواضي وزير الإعلام الذي كان رئيساً لوكالة الأنباء اليمنية، وعبدالوهاب الروحاني عضو مجلس النواب وزير الثقافة. فيما لفت خروج وزير الداخلية اللواء حسين عرب الذي كان في زيارة رسمية إلى السعودية وانتقال عبدالرحمن الأكوع من الإعلام الى وزارة الشباب والرياضة. وشكل تولي القاضي أحمد عقبات حقيبة العدل وهو كان رئيس محكمة استئناف محافظة تعز، أهم مفاجآت التشكيلة الحكومية، فيما كان تعيين علوي العطاس وزيراً للدولة لشؤون مجلس النواب والشورى عنصراً جديداً يعني خروجه من رئاسة اللجنة العليا للانتخابات بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها أحزاب المعارضة ضد العطاس واللجنة الانتخابية واتهامها بالتقصير والارباك وتغطية عمليات التزوير والمغالطات والتجاوزات القانونية لمصلحة الحزب الحاكم خلال الانتخابات المحلية الأخيرة. وبدا تعيين عبده علي القباطي وزيراً للمغتربين "وفاءً" من جانب الرئيس صالح للرجل الذي شغل منصب وزير التربية والتعليم ممثلاً للتجمع اليمني للإصلاح في حكومة الائتلاف عام 1994 ثم اختلف مع "التجمع" وخرج من الحكومة عام 9961. وعكست حكومة باجمال الجديدة توازنات جغرافية وسياسية داخل الحزب الحاكم، لكنها عبرت عن توجه جدي الى انفتاح اقتصادي وسياسي واجتماعي وعن تطلع الى التغيير من خلال مشاركة أعلى نسبة من الشباب في تاريخ الحكومات اليمنية خلال أقل من نصف قرن، بالإضافة إلى دخول المرأة ممثلة بالدكتورة وهيبة فارع للمرة الأولى في تاريخ الحكومة اليمنية.