كثفت محكمة جرائم الحرب في لاهاي ضغوطها على بلغراد لاستلام الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذي بدأ انصاره بتظاهرات للمطالبة بالافراج عنه. وأجرى وفد من محكمة الجزاء الدولية في لاهاي اتصالات في بلغراد امس مع المسؤولين في الحكومتين اليوغوسلافية والصربية "من اجل مثول الرئيس السابق ميلوشيفيتش امام المحكمة الدولية بأسرع وقت". وأفاد سكرتير المحكمة هانز هولتيوس الذي ترأس الوفد، ان على الحكومة اليوغوسلافية التزامات دولية في شأن تسليم المطلوبين بارتكاب جرائم حرب "ويجب عليها التقيد بذلك وتنفيذه". وأوضح ان الوفد شرع في مهمته الخاصة بتبليغ سلطات بلغراد بوجوب تسليم ميلوشيفيتش "ويأمل في ألا يجد عراقيل في شأن طلبه". وأشار هولتيوس الى ان الوفد التقى وزير العدل الصربي فلادان باتيتش "وتم التوصل الى تفاهم جيد معه، وهو مستعد للتعاون". ومعلوم ان باتيتش الذي يرأس "الحزب الديموقراطي المسيحي" المدعوم اميركياً، هو دائماً في صدارة فريق "الحركة الديموقراطية الصربية" الحاكمة المؤيد لتسليم ميلوشيفيتش الى محكمة لاهاي. لكنه بحسب الدستور اليوغوسلافي لا يملك اي صلاحيات في هذا الشأن لأنه وزير في الحكومة الصربية، في حين ان قضية تسليم ميلوشيفيتش هي من الشؤون الخارجية المتعلقة بالحكومة اليوغوسلافية الاتحادية التي يقودها الرئيس فويسلاف كوشتونيتسا. ويعارض الأخير بشدة مطالب محكمة لاهاي. والى ذلك، أفاد وزير العدل اليوغوسلافي مومتشيلو غروباتس انه لا يمكن تنفيذ اي طلب لمحكمة لاهاي حالياً بخصوص تسليم ميلوشيفيتش، وكل ذلك يتوقف على امكانية حصول تعديل دستوري. ويذكر ان التعديل الدستوري، ينبغي ان يصدر عن البرلمان الاتحادي، وهو غير ممكن على الارجح، لأن ذلك يتطلب موافقة ثلثي نواب البرلمان حيث لا تتمتع "الحركة الديموقراطية الصربية" الحاكمة بهذا العدد، حتى اذا وافق جميع فئاتها ال19 على ذلك. لذا فان طلب محكمة لاهاي والضغوط الدولية، لا يمكن ان تستجيب اليها بلغراد، سواء لوجود عائق دستوري او للرفض الشعبي. وأخفق وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الذي زار بلغراد أول من أمس، في اقناع كوشتونيتسا بتسليم ميلوشيفيتش الى محكمة جرائم الحرب، اذ أبلغه الرئيس اليوغوسلافي بأن "من واجبه حماية الدستور وليس انتهاكه". وساد بلغراد توتر شديد أمس، اذ احتشد انصار ميلوشيفيتش أمام مبنى السجن المركزي وطالبوا باخلاء سبيله وهددوا بتنظيم تظاهرات يومية، اعتباراً من غد السبت من اجل الافراج عنه وعدم تسليم أي صربي الى محكمة لاهاي. ومن جهة اخرى، التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون وسفراء دول الحلف مع زعماء الألبان والصرب في كوسوفو، ودعوهم الى مقاومة العنف والعمل مع المجتمع الدولي "من اجل توفير الاستقرار للاقليم والأمن لجميع سكانه". ووصف روبرتسون الذين يثيرون المشاكل في كوسوفو والدول المجاورة بأنهم "جماعات قليلة سيتم القضاء عليها سريعاً". وزار وزير الخارجية البريطاني روبن كوك مقدونيا أمس والتقى في سكوبيا الرئيس بوريس ترايكوفسكي ورئيس وزرائه ليوبتشو غيورغيفسكي، كما تفقد الوضع في تيتوفو واجتمع مع زعماء الاحزاب السياسية الألبانية فيها. ونقل تلفزيون سكوبيا عن كوك قوله "انه يأمل في التوصل الى حل يتيح للمجموعتين العرقيتين السلافية والألبانية العيش معاً، من دون مشاكل، في مقدونيا". وكان وزير الخارجية المقدوني سرجان كريم زار روما في اليومين الماضيين حيث حصل على دعم نظيره الايطالي لامبرتو ديني في معالجة الأزمة المقدونية الحالية مع الجماعات المسلحة الألبانية. وأعلن ديني أيضاً عن تخصيص مساعدة مالية ايطالية للجامعة الألبانية في تيتوفو. واستضافت العاصمة المقدونية سكوبيا أمس اجتماعاً لوزراء الدفاع في دول جنوب شرقي أوروبا، حضره مراقبون من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. وأكد الوزراء على "التنسيق الجماعي من اجل التصدي للحركات المسلحة في المنطقة وعدم السماح بتغيير الحدود الدولية بالقوة اضافة الى العمل على التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 1244 في شأن كوسوفو".