بدأ البابا يوحنا بولس الثاني امس، جولة على خطى القديس بولس، تشمل كلاً من اليونان وسورية ومالطا. وفي العاصمة اليونانية أثينا، المحطة الاولى في الجولة، زار البابا تلة مجمع الحكماء "اريوس باغوس" حيث بشر القديس بولس سكان أثينا بالمسيحية في عام 50 بعد الميلاد، بعدها انتقل البابا الى موقع قريب من الاكروبول. وكان رأس الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية المونسنيور كريستودولوس طالب الفاتيكان ان يقوم بخطوات عدة للتوبة عن "التصلب" الذي ابداه على مر العقود والاعتراف بالذنب في ما يتعلق بنهب الصليبيين للقسطنطينية عام 1204. واعتبرت مطرانية اثينا في بيان لها على خلفية النزاعات داخل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية بشان الضوء الأخضر النهائي الذي أعطاه المجمع الأعلى لتحقيق الزيارة، ان البابا اظهر مؤشرات جدية للتوبة وذلك بعد عقود طويلة من التصلب. ويغادر البابا أثينا اليوم الى دمشق ليمضي يوم الجمعة في العاصمة السورية حيث يزور ضريح القديس يوحنا المعمدان في الجامع الأموي الكبير، وسيكون اول بابا كاثوليكي يدخل الى مسجد إسلامي. ولن تدوم زيارته، حافي القدمين، الى المسجد الأموي الا بضع دقائق، بحسبما أكد مصدر إعلامي في حاضرة الفاتيكان ل"الحياة". وضمن برنامج الرحلة فان البابا سيزور السبت مدينة القنيطرة القريبة من هضبة الجولان. ومع ان وكيل بطريركية الروم الكاثوليك في دمشق الأسقف ايزيدور بطيخة، أكد للصحافة الإيطالية، ان البابا سيزور المسجد الأموي في دمشق ويصلي الى جانب المسلمين ، الا ان الناطق الرسمي باسم الفاتيكان جواكين نافارو فالس لم يؤكد إجراء الصلاة المشتركة، الا انه ذكر ان البابا "يؤكد ضرورة التوصل الى السلام العادل والشامل الذي تعتبر منطقة الشرق الأوسط بأمس الحاجة اليه". وسيغادر البابا يوحنا بولس الثاني دمشق الى مالطا الأحد المقبل حيث سيقوم بتطويب رجل الدين المالطي المونسنيور جورج بريكا المعروف باسم "دون جورج" مؤسس جماعة الإيمان المسيحي الذي ولد عام 1880 في مدينة لافييت، وتوفي فيها عام 1962 .