الرياض - "الحياة" - أعلن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز أن مجلس الشورى قد فرغ من دراسة مشروع نظام الهيئة السعودية للمهندسين، وسينظر مجلس الوزراء في اقراره قريباً لتمكين هذه الهيئة المهنية من النهوض بمهنة الهندسة ومواكبة التطورات المتسارعة في هذا الميدان ورفع مستوى أداء وكفاءة المنتسبين اليها. وقال الأمير سلطان، في افتتاح فعاليات "الملتقى السعودي الاول للهندسة القيمية" أول من أمس الذي تنظمه شعبة الهندسة القيمية في اللجنة الهندسية، ان رقي الأمم وسر تقدمها مرهونان بقدرتها على التفاعل مع التطورات العلمية والاستفادة من معطياتها الايجابية وتسخيرها لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، وتبني المبادرات الجادة لنقل هذه التقنيات الحديثة والحرص على توطينها من خلال تأهيل الكفاءات الوطنية القادرة على استيعابها وحسن استخدام تطبيقاتها العملية بكفاءة واقتدار. القطاع الهندسي واشار الأمير سلطان الى اسهام القطاع الهندسي مع غيره من القطاعات الانتاجية والخدمية في مسيرة البناء والنماء وحرصه على الاستفادة من التقنيات المتقدمة في تصميم مشاريع وتنفيذها التنمية "من دون التفريط في مقومات تراثنا المعماري الاصيل وخصائص بيئتنا المحلية، فكانت السعودية أول دولة عريبة تتبنى مفاهيم وأسس الهندسة القيمية وتطبقها في مشاريع البنية الاساسية والمرافق الحيوية، وبذلك أصبحت أول دولة عربية يتبوأ علمها مكان الصدارة بين أعلام الدول المتقدمة في حقل الهندسة القيمية، الأمر الذي يؤكد قدرة مواطني هذا البلد على العطاء والابداع والتفاعل مع معطيات العصر". ولفت الى جدوى تطبيق مفاهيم الهندسة القيمية على مشاريع وزارة الدفاع والطيران حيث تبنى قطاع الاشغال العسكرية مبادئ هذا العلم الحديث وأسهم المهندسون العاملون في هذا القطاع في تحقيق انجازات مشهودة على مدى المتخصصين في هذا الميدان، مشيراً الى انه "من دواعي الفخر والاعتزاز ان نرى مهنة الهندسة القيمية اليوم تدار بأيد سعودية خالصة دراسة وتدريباً وتأهيلاً فهذا هو التوطين الحقيقي للتقنية". القطاع الخاص ودعا الى زيادة عدد المتخصصين في هذا المجال وان تعمل جميع اجهزة الدولة ومؤسسات القطاع الخاص على الاستفادة من هذه التقنية "بعد أن تأكد لنا جدواها وفعاليتها في التخلص من التكاليف غير الضرورية واسهامها في تمكين صناعتنا ومنتجاتنا المحلية من منافسة مثيلاتها العالمية من حيث الكفاءة والجودة والسعر، وبذلك يتحقق ما ننشده جميعاً من ترشيد للانفاق من دون اخلال بمستوى اداء المشاريع وكفاءتها". كما دعا المصالح الحكومية والمؤسسات والشركات الخاصة كافة الى تطبيق أسس الهندسة القيمية "لتعظيم مردود استثمار مواردنا ورفع كفاءة قطاعاتنا الانتاجية وزيادة قدرتها التنافسية وتعزيز مقومات اقتصادنا الوطني وتحقيق نموه المستمر". ومنح المجلس الاعلى للجمعية الدولية للهندسة القيمية الأمير سلطان جائزة "التميز في الاداء" تقديراً وعرفاناً من الجمعية لدوره الرائد في شيوع مفاهيم الهندسة القيمية وتطبيقاتها العملية في السعودية. واوضح الامين العام للجنة الهندسية المهندس عبدالعزيز بن سليمان اليوسفي ان الملتقى يهدف الى ابراز دور تقنية الهندسة القيمية العلمي في ترشيد النفقات وعرض تجارب القطاعات الخاصة والعامة في السعودية في مجال الهندسة القيمية، اضافة الى الخروج بآلية لكيفية تطبيق الهندسة القيمية على مستوى السعودية. من جهته اشار ممثل الجمعية الدولية للهندسة القيمية بروس لينزر الى ان ما تحقق من تطور في الهندسة القيمية يتطلب من العالم كله أن يسعى الى التوحد والشمولية والانفتاح على المعطيات الحديثة لتطوير نظريات القيمية. وقال: "اننا نعتبر الأمير سلطان بن عبدالعزيز سفيراً للقيمية ينشر أسسها ودورها ويدعمها ويقدم المساندة لفرع الجمعية في السعودية، وهذه الجائزة تؤكد كفاءة وعظم الدور الذي قام به سموه وتميزه في المملكة العربية السعودية على مستوى الجمعية الدولية والعالم اجمع في ما يخص الهندسة القيمية".