الخرطوم - "الحياة" تضاءلت احتمالات انعقاد المؤتمر الجامع للفرقاء السودانيين الذي كان متوقعاً ان تدعو اليه مصر وليبيا لإقرار تسوية سياسية في السودان في ايار مايو المقبل، بينما اجمعت القوى السياسية ان خلافاً بين دولتي المبادرة ابطأ مساعي الحل السلمي. في غضون ذلك، أعربت الحكومة السودانية عن تفاؤلها ازاء زيارة الرئيس حسني مبارك للولايات المتحدة واعتبرت انها ستزيد فرص التقارب بين الخرطوم وواشنطن. وكانت منتظراً ان تسلم مصر وليبيا أطراف النزاع السوداني في بداية الشهر الماضي مذكرة تحوي اقتراحات في شأن جدول أعمال انعقاد الملتقى الجامع ومكانه وموعده. على ان ترد عليها الاطراف نهاية الشهر ذاته، لكن دولتي المبادرة لم تقدما اقتراحاتهما الى الحكومة والمعارضة حتى الآن. وعزا رئيس المكتب التنفيذي للحزب الاتحادي الديموقراطي علي محمود حسنين بطء المبادرة المشتركة الى خلاف بين مصر وليبيا في شأن الحل السياسي الشامل، مما شل قدرتهما على التحرك، وانتقد عدم تهيئة الحكومة مناخ الحوار بإصرارها على عدم إلغاء القوانين المقيدة للحريات. واعتبر نائب رئيس حزب الأمة بكري عديل الخلاف بين دولتي المبادرة على أجندة الحوار عقبة في مسيرة مبادرتهما، غير انه اعرب عن أمله في ان تساهم الدولتان في حل الأزمة السودانية، داعياً الى الاسراع بعقد المؤتمر الجامع. وأفاد نائب الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي عبدالله حسن احمد ان مصر وليبيا "لهما هموم وشواغل عدة، وقد تكون قضية السودان ليست من اولوياتهما في هذه المرحلة"، مطالباً القوى السياسية بإيجاد حلول وطنية سودانية بدلاً من البحث عن حلول خارجية، مؤكداً قدرة السودانيين على معالجة قضاياهم لو توافرت الإرادة السياسية. ورد القيادي في الحزب الشيوعي فاروق كدودة بطء خطوات المبادرة المشتركة الى "الضغوط الاميركية والأوروبية لإبعاد الدور الليبي عن السودان". ودعا الى الدمج أو التنسيق بين مبادرة ايغاد والمساعي المصرية - الليبية واشراك كل القوى السياسية في المبادرة الافريقية، متهماً الحكومة بأنها جعلت من المبادرات باباً للمناورة وكسب الوقت. ورأى المسؤول في المكتب السياسي لحزب البعث العربي الاشتراكي يحيى الحسيني ان دولتي المبادرة سارتا في خط متناقض من مساعي عقد المؤتمر الجامع. من جهة اخرى، نقلت صحيفة "الرأي العام" السودانية عن وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل قوله ان السودان واثق من ان زيارة الرئيس المصري للولايات المتحدة "ستزيد من فرص التقارب بين الخرطوم وواشنطن". وقال اسماعيل: "نثق في خطوة مبارك بهذا الاتجاه"، مضيفا ان الرئيس عمر البشير اتفق مع مبارك خلال قمة عمان الاخيرة على قيام مصر بدور في تحسين العلاقات السودانية - الاميركية. وانتقد اسماعيل الادارة السابقة بسبب "انحيازها" الا انه اعرب عن امله في ان تكون الادارة الحالية "راغبة في الاستماع الى وجهة نظرنا وان تقوم بدور في دعم جهود السلام والتعاون الاقتصادي". ودعا الى تسوية المشاكل بين البلدين بواسطة التفاوض.