بات النصر الطرف الثاني في المباراة النهائية لدوري كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، بعدما تعادل سلباً مع غريمه التقليدي الهلال في مباراة الاياب على استاد الملك فهد في الرياض، علماً انه فاز ذهاباً 1-صفر. وحقق ابناء "فارس نجد" بالتالي مرادهم في انتزاع التعادل، وبلغوا النهائي الرابع لهم هذا الموسم، وسيواجهون فيه الاتحاد الذي كان تجاوز الاهلي بنتيجة 4-2. والقت نتيجة مباراة الذهاب بدلوها على مباراة الاياب، وظهر جلياً الشد العصبي على لاعبي الهلال، ما اوقع اداءهم في فخي الاستعجال وعدم التنظيم. في المقابل كرس لاعبو النصر اللعب الهادىء بعيداً من ارتكاب الاخطاء الكثيرة، خصوصاً في الدفاع الذي اعتمد التكتل العددي الخلفي. وخرجت جماهير"الزعيم"، التي فشل فريقها في احراز اي لقب محلي هذا الموسم، تضرب كفاً بكف وتحمُل اللاعبين ومن خلفهم المدرب مسؤولية هذا الخروج المر، لكن رئيس الهلال حاول ان يخفف هذه المرارة من خلال وعده اياهم بالتعويض في مباريات كأس العالم الثانية للاندية المقبلة في اسبانيا. واعتبرت هذه المباراة الاخيرة لمدرب الهلال الفرنسي صفوت يوزيتش بعدما فشل في قيادته في ثلاثة استحقاقات، خصوصاً بعدما تسببت خياراته بشكل واضح في خسارة الهلال مباراة الذهاب. اما الجماهير النصراوية فسهرت حتى ساعات الصباح الاولى، واحتجزت اللاعبين في مقر النادي لمشاركتهم بهجة الفوز والتأهل لنهائي اقوى المسابقات السعودية، وهم طالبوا اللاعبين بمواصلة الجهد من اجل الحصول على الكأس الغالية. وعموماً، فشل الفريقان في تقديم عرض جيد، وطغى الحذر على اداء لاعبيهما. واثبت الهلال تحديداً انه فريق الشوط الواحد فقط، عندما غاب عن اجواء الشوط الاول وندرت فرصه لدرجة انه بدا غير متأثر بخسارة المباراة الاولى، وسنحت له فرصة واحدة فقط للتسجيل عندما سدد احمد الدوخي في يد محمد الخوجلي بعد تمريرة من الثنيان 31. في المقابل نفذ النصر خطة دفاعية محكمة ساندها بفاعلية الحارس الخوجلي، الذي لعب بفدائية كبيرة، الا انها افتقدت مقومات مساندة المبادرات الهجومية خصوصاً عبر الظهيرين الجهوي والحلوي. وهو استحوذ على الكرة في الدقائق العشر الاولى من دون خطورة امام المرمى، وحاول لاعبوه تسجيل هدف يربك صفوف خصومهم لكن محاولاتهم لم يكتب لها النجاح. ثم دانت السيطرة للهلال لكن قلة كثافة لاعبيه الهجومية، وعدم وجود لاعب الوسط المهاجم في ظل عدم ظهور الثنيان بمستواه المعروف ربما بسبب الاصابة، حال دون تجسيد الفاعلية المطلوبة في التسجيل. وزاد الوضع سوءاً تواضع مستوى البرازيلي روني والجابر اللذين عزلهما المدرب بعدم توفير عنصر المساندة لهما، فاتسمت محاولاتهما بالعشوائية والانانية. وفي الشوط الثاني، اخرج مدرب الهلال لاعبيه يوسف الثنيان وروني واشرك الكولومبي الكاتو وعبدالله الجمعان، واثمر ذلك تعزيز الضغط على مرمى النصر وبالتالي الخطورة عبر كرات عدة. وازاء الضغط الهلالي حاول مدرب النصر ارثر جورج ان يشغل الهلاليين فاشرك المهاجم الشاب علي يزيد بدلاً من عبدالرحمن البيشي، لكن الاخير بقي وحيداً في ظل سلبية البرازيلي جونيور وابراهيم ماطر. وكاد الهلال يهز شباك النصر في اكثر من مناسبة، وسجل الكاتو هدفاً الغاه الحكم بداعي التسلل، واخترق الجمعان التكتلات النصراوية لكنه سدد الكرة في يد الخوجلي بدلاً من تمريرها الى الكاتو 69. ودفع يوزيتش بالشلهوب بدلاً من المسعري، لكنه لم يقدم ما يستحق الذكر، من دون ان يمنع ذلك زيادة الخطورة في الدقائق العشر الاخيرة عبر هجمات هلالية محمومة لم يكتب لها النجاح بسبب تألق الخوجلي من جهة ورعونة المهاجمين من جهة اخرى. وتبادل الجابر كرة مع الكاتو الذي وجد نفسه امام الخوجلي الذي اندفع بكل قوة على قدميه من دون ان يحتسب حكم اللقاء عمر المهنا ركلة جزاء87، ومرر الشلهوب كرة عالية للجابر الذي فشل في ايداع الكرة مرمى الخوجلي الخالي 88. واختتم عمر الغامدي فرص الهلال المهدورة في الوقت بدل الضائع بعدما تصدى الخوجلي ببراعة لتسديدته على الجهة اليسرى. واذا كان الهلاليون القوا باللائمة على حكم المباراة لعدم احتسابه ركلة جزاء، فانهم مطالبون ايضاً بمحاسبة لاعبيهم الذي ظهروا اشباح انفسهم، وخصوصاً الجابر والمدافع احمد خليل الذي ظهر مهزوزاً في كل كرة، وبات مصدر خوف للهلاليين. كما ان الدوخي هو الاخر عجز عن صنع الكرات الممتازة، ما اكد تسميته الجديدة بلاعب النهايات السيئة. اما تواضع مستوى اللاعبين الاجانب فحدث ولا حرج، ما يحتم مبادرة الادارة الهلالية للبحث عن بديل جديد للثنائي روني والكاتو، في حين ان توليو عكس الشعور الوحيد بانه ادى مهماته بجدية واندفاع يستحقان التقدير. وبتأهل النصر والاتحاد، يكون المتأهلان هما صاحبي المركزين الثالث والرابع في الدوري ، بينما خرج صاحبا المرتبتين الاوليين الاهلي والهلال على التوالي خاويي الوفاض.