رفع الترجي التونسي رمز التتويج بالدوري المحلي الأول في القرن الحادي والعشرين والرابع على التوالي وال16 في تاريخه. وتعيش محلة باب سويقة الرمز التاريخي للنادي ليالٍ خالدة احتفالاً بهذا التتويج الاستثنائي حيث لم يسبق لنادٍ تونسي ان حاز لقب الدوري لأربعة أعوام متتالية. والأهم من ذلك احتفاظ رئاسة النادي في مقرها الجديد بشارع محمد الخامس برمز الأبطال السابق "الأسد الذهبي" الذي رافق مسيرة البطولة المحلية منذ عام 1956 تاريخ انبعاثها في تونس المستقلة الى الأبد بما ان قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم تنص على منح الرمز للنادي المتوج به 3 مرات متتالية. ومع الأسد الذهبي أضيف الرمز الجديد "النسر الملكي" مما دفع أنصار النادي للتندر قائلين لقد احتفظنا بالأسد ملك الغابة، وتوجنا كأول نادٍ تونسي بالنسر الذهبي فأصبحنا نسيطر على السماء في انتظار الرمز القادم وعسى أن يكون بحرياً لنجمع بين ملك الأرض والماء والبحر. وتجدر الإشارة الى ان الاتحاد التونسي لكرة القدم قد بعث احد مسؤوليه الى باريس حيث زار رواق متحف اللوفر للتحف العتيقة ومن خلالها استوحى الفنان السكندنافي جانسان تمثال النسر الفاتح جناحيه على أرضية صلبة. وقد صنع هذا التمثال من مادة البرونز ويزن حوالى 18 كلغ. وعلى رغم جمالية هذا التمثال وإتقان صنعته فإن بعض الألسن الخبيثة تساءلت عن سر تغيير اللون الذهبي بالبرونزي ودلالاته في حركة التقدم الى الأمام. وفي الحقيقة فإن هذا الرمز سواء كان الأسد الذهبي أو النسر الملكي فإن الترجي التونسي يستحقه باقتدار واستحقاق. فالترجي حصد في العشرية الأخيرة 1990- 2001 سبع بطولات محلية و3 كؤوس تونسية و7 ألقاب قارية وعربية. كما أن الترجي ولاعبيه يمثلون العمود الفقري لمنتخب تونس بدءاً من الحارس شكري الواعر الى قلب الأسد خالد بدرة، ولاعب الوسط سراج الدين الشيحي، وطموح الشباب علي الزيتوني. وفي الموسم الحالي حصد الترجي التونسي بعد 20 مباراة 51 نقطة وابتعد بأكثر من 10 نقاط عن وصيفه دائماً النجم الساحلي. وسجل خط هجومه 34 هدفاً ولم يقبل سوى 5 أهداف. والأهم من ذلك ان الترجي التونسي هزم كل منافسيه بما فيهم الأندية "العريقة" الكبرى الصفاقسي والافريقي والنجم الساحلي. ولعل السؤال الذي يطرح اليوم في تونس: لماذا هذه السيطرة الترجية المطلقة وتراجع أداء الأندية التقليدية؟ وإذ تعددت الإجابات وامتزج فيها الخيال الشعبي والروايات التي تشكك في أهلية الترجي وتعليق ذلك على شماعة التحكيم وخوف الأندية الأخرى من قوة الترجي ورئاسته، فان ذلك يجانب الحقيقة لان هذا النادي العريق يعد النادي التونسي الوحيد المحترف من حيث تفرغ رئاسته للإشراف اليومي على حسن سير أنشطته. كما يتمتع الترجي بموازنة تقارب 8 ملايين دينار عبر دعم كبار أحبائه وكذلك بنائه لمنشآت حديثة من فندق 5 نجوم يدر مداخيل محترمة وقاعات رياضية وملاعب معشبة ولعل القوة الضاربة للترجي التونسي في هذه العشرية رئيسه سليم شيبوب الذي تمكن من كسب محبة واحترام اللاعبين ما يمثل مفتاح نجاحه في مسيرته التي توجت ب17 لقباً محلياً وقارياً وعربياً. يبقى التحدي الكبير الذي يواجه الترجي هو غياب المنافسة على الساحة التونسية، ومن يجري لوحده يفوز بالمركز الأول في السباق.