انهزم الترجي التونسي، بطل الدوري والكأس، أمام أورلندو بيراتس 1-4 في نهائي دورة "فودا كوم" الجنوب افريقية... وعلى رغم هذه الهزيمة العريضة، فإن الترجي غنم أكثر من 300 ألف دولار جاءت لتعزز موازنة النادي وتدفع باتجاه التفكير في ضم لاعبين جدد في مستوى سمعة نادي تونس الأول. فالخبرة لا تزال تنقص شبان الترجي، والأهم من ذلك حارس عملاق في قيمة شكري الواعر. عالم المال واحتفل شكري ليلة حصوله على كأس رئيس الجمهورية بزفافه الثاني، ما دفعه الى التخلف عن الدورة الجنوب افريقية. وفي الحقيقة، فإن الموسم الحالي يعد أفضل المواسم وأروعها في تاريخ حارس المنتخب والترجي، الذي بدأ الطريق في عالم المال والأعمال بافتتاحه مطعم "روبنسون" ذي الاربع نجوم ثم دخوله القفص الذهبي مجدداً مع السيدة ألفة. ويعدّ عقد التسعينات، عشرية شكري الواعر في حراسة المرمى في تونس بكل المقاييس. وقد رفع شكري مع زملائه 7 بطولات و4 كؤوس و4 ألقاب قارية وتتويجاً افرو - آسيوياً علاوة على مساهمته الفعالة في النتائج الجدية لمنتخب تونس، بما في ذلك صموده البطولي في مونديال فرنسا 1998. ويتميز شكري بحضوره على الميدان وتشجيعه لزملائه كقائد فريق من طراز متميز، لذلك اعتبر المدرب يوسف الزواوي ان الواعر يمثل أكثر من 50 في المئة في انتصارات الترجي. وبالإضافة إلى مهارته ويقظته كحارس مرمى متمرس. وأنجب الترجي التونسي حراساً ممتازين مثل العروسي حارس الستينات، واقترنت فترة السبعينات بالمختار القابسي، ثم محمد الناصر شوشان الذي بقي فترة طويلة قبل ان يخلفه الواعر. ويطرح سؤال كبير: من سيخلف شكري الذي ارتبط اسمه بالعهد الذهبي للترجي التونسي وهو الذي تجاوز ال32 سنة. وفي الحقيقة، فإن سيطرة أحد الأندية التونسية على الألقاب والتتويجات المحلية والقارية ارتبطت دوماً بوجود حارس عملاق... فزمن الافريقي اقترن بالحارس الاسطورة الصادق ساسي "عتوقة"، الذي فاز ب5 بطولات ورفع 8 كؤوس، ولعب مع منتخب تونس 108 مباريات، وهو رقم قياسي يحتفظ به حتى الآن، توج خلالها بكأس العرب عام 1973 في طرابلس وحقق نتائج جيدة متوسطياً وساهم بشكل حاسم في ترشح تونس إلى أفضل مشاركة لها دولياً في مونديال الارجنتين 1978. الافريقي الابرز ويبدو ان النادي الافريقي هو النادي الأبرز في تونس في صنع حراس المرمى، فبعد عتوقة جاء المختار النايلي مفاجأة الأرجنتين الذي راهن عليه المدرب عبدالمجيد الشتالي بتركة "الأسد العجوز" عتوقة على مقعد الاحتياط، وفاز النايلي بالرهان، وهو اليوم مدرب حراس مرمى منتخب تونس. ولا يزال بو بكر الزيتوني، أصيل منطقة الملاسين الساخنة وفريق الأولمبي للنقل المنتدب إلى الافريقي، يحتفظ بالرقم القياسي في المحافظة على عذرية شباكه طيلة 1004 دقيقة ليساهم بها في إهداء الافريقي بطولة 1996 وكأس الأندية العربية 1995 وكأس تونس 1997. وبعد عتوقة والنايلي وزيتوني، يبدو ان الحارس خالد فاضل يمتلك امكانات جيدة وإصراراً كبيراً على أن يكون حارس الافريقي الأول، ولم لا حارس تونس الرقم 1 ؟ خصوصاً أن الفراغ الذي تعرفه شباك الافريقي مكنه من اكتساب الخبرة الضرورية والروح الانتصارية من أجل رسم مستقبل أفضل للافريقي في بداية الألفية المقبلة.