في أول رد فعل من جانب شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي على فتوى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مفتي المملكة العربية السعودية، بأن "العمليات التي ينفذها الفلسطينيون ضد اهداف يهودية داخل اسرائيل ليست استشهادية ولا يوجد لها أي وجه شرعي"، أكد طنطاوي ان تلك العمليات "هي دفاع عن النفس ونوع من الشهادة ما دام المقصود منها قتل المقاتلين من الأعداء وليس قتل النساء والأطفال". ونقلت صحيفة "صوت الأزهر" عن طنطاوي أمس قوله: "إن صحوة المسلمين من كبوتهم ضرورة خصوصاً تجاه القضية الفلسطينية التي تعتبر من القضايا الشائكة في الرقعة العربية"، مؤكداً أن الإسلام "دين رحمة". من جهة أخرى، رفض مفتي مصر الدكتور نصر فريد واصل قبول التعويض عن الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل عودة أصحابها العرب والمسلمين إليها. وقال: "إن الإسلام دين العزة والكرامة وهو لا يرضى بالضيم ولا يقبل الذلة والمهانة لأتباعه، وما قامت به إسرائيل منذ حرب 1948 ضد الشعب الفلسطيني وما تقوم به الآن من احتلال للأراضي وطرد لأصحابها مخالف للشرائع السماوية وللأعراف الدولية، وإذا كانت خطط إسرائيل تهدف إلى استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية وعدم عودة أصحابها إليها وتعويضهم عنها بالمال فإن دار الافتاء المصرية تؤكد أن قبول التعويض عن الأراضي المحتلة قبل العودة إليها من أصحابها العرب والمسلمين مخالف للشريعة الإسلامية، لأن ذلك يؤدي حتماً وبالضرورة إلى إضعاف موقف الفلسطينيين أصحاب الحقوق الشرعية والقانونية وتقوية موقف الغاصب المحتل للأراضي الفلسطينية والأماكن المقدسة التي احتلت بقوة السلاح والغصب والعدوان". وأضاف: "من حق الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين العودة إلى أراضيهم والاستقرار فيها والمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم بسبب طردهم من ديارهم واستغلال إسرائيل لثروات وخيرات تلك البلاد طيلة مدة احتلالها لها واستنزاف ثرواتها والاستيلاء عليها بطرق غير شرعية وغير قانونية وبالسرقة والغصب وقوة السلاح، وعلى المسلمين جميعاً في كل مكان الاعتصام بحبل الله ومناصرة أصحاب الحق في الوصول إليه بالوسائل الممكنة لديهم سواء كان ذلك بالنفس أو بالمال وذلك لتحرير الأماكن المقدسة والأوطان من الاحتلال وتحقيق الأمن الديني والدنيوي والاستقرار الاجتماعي والسلام لكل إنسان في ظل عدالة الإسلام مهما اختلفت العقائد والاجناس والألوان".