ارتفعت أسعار الغازولين في السوق الأميركية أخيراً بمعدلات لم تسجلها منذ خمسين عاماً وهدد الرئيس جورج بوش بتعقب محاولات التلاعب بالأسعار، في حال حدوثها، لكن ممثلي صناعة التكرير وعدوا بتوفير كميات كافية من الغازولين لتلبية الطلب في فصل السياحة والسفر الذي يبدأ في حزيران يونيو وخفض الأسعار. وارتفع متوسط أسعار الغازولين منذ بداية الشهر الجاري تدريجاً إلى 1.67 دولار للغالون الواحد مسجلاً زيادة 26 سنتاً بالمقارنة مع متوسط أسعار الغازولين الشهر الماضي. واقترب سعر الغالون في بعض المدن مثل سان فرانسيسكو ونيويورك من دولارين أو تجاوزهما. وجاء ارتفاع الأسعار مع إعلان عملاقي صناعة النفط الأميركية "إكسون" و "كونوكو" تحقيق أرباح قياسية للفصل الخامس على التوالي، لكن بوش استبعد أن تكون تطورات الأسعار ناجمة عن محاولات مقصودة وقال في مقابلة متلفزة أول من أمس: "إذا حدث تلاعب بالأسعار سينكشف ذلك لنا". وأكد معهد النفط الأميركي، الذي يمثل صناعة النفط، أن الموجة الجديدة من ارتفاع أسعار الغازولين لا تعود إلى ظروف النفط الخام بل إلى استمرار العوامل السلبية التي أدت إلى الموجة الأولى من ارتفاع الأسعار العام الماضي، مشيراً إلى مشاكل الانتاج والامداد في الولايات الوسطى. وقال كبير الاقتصاديين لدى معهد جون فيلمي، في شهادة أمام إحدى لجان الكونغرس أول من أمس: "ربما كانت المشاكل التي واجهتها الولايات الوسطى على صعيد إمدادات الغازولين العام الماضي مؤشراً على ما يمكن أن يحدث في المستقبل ما لم يعمل قادة البلاد على صياغة حلول بعيدة المدى لتلبية مستلزماتها من الطاقة". وأوضح أن الطلب على الغازولين سجل حتى الآن زيادة بنسبة 1.6 في المئة بالمقارنة مع العام الماضي بينما انخفض الانتاج المحلي بنسبة 1.7 في المئة وتم تقليص الواردات بنسبة 7 في المئة، مشيراً إلى أن هذه العوامل فضلاً عن القيود المتعلقة بالانتاج الصيفي خفضت مخزون الغازولين إلى مستوى أقل من المستوى المنخفض نسبياً للعام الماضي وأدت إلى تقلب الأسعار. لكن مسؤول معهد النفط لفت في المقابل إلى أن مصافي التكرير أنهت فترات الصيانة المطلوبة ورفعت إنتاج الغازولين في الأسابيع الأربعة الأخيرة، مؤكداً توافر إمكان بناء مخزونات كبيرة لتلبية الطلب في موسم السفر. وحسب تقريري معهد النفط وإدارة المعلومات إرتفعت واردات السوق الأميركية من النفط الخام والمشتقات في الفصل الأول من السنة الجارية بنسبة 12 في المئة، وبلغ متوسطها اليومي 11.6 مليون برميل من ضمنها 9.655 مليون برميل يومياً من النفط الخام الذي سجل بدوره زيادة بنسبة 11.5 في المئة. وسجلت واردات النفط الخام من الدول العربية الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط في كانون الثاني يناير وشباط فبراير الماضيين زيادة بنسبة 6.2 في المئة مقارنة بمتوسط الواردات العام الماضي، لكن إجمالي واردات السوق الأميركية من نفوط "أوبك" سجل في الفترة نفسها زيادة بنسبة 17.6 في المئة.