} الجزائر، باريس -"الحياة" - عاد اللواء المتقاعد خالد نزار، وزير الدفاع السابق، الى الجزائر، ليل الاربعاء - الخميس، على متن طائرة جزائرية خاصة قدمت خصيصاً الى مطار شارل ديغول في باريس، بعد تسرب أنباء عن امكان اعتقاله والاستماع الى افادته في قضية تعذيب بعض الجزائريين خلال السنوات الماضية. ولم تعرف الجهة التي أوفدت الطائرة. وتردد ان نزار، العضو السابق في "المجلس الأعلى للدولة" هيئة تولت السلطة بعد تنحية الرئيس الشاذلي بن جديد، غادر فرنسا بفضل الحصانة الديبلوماسية التي وفرها له جواز سفر ديبلوماسي حصل عليه قبل سنوات. ووصف مصدر قريب من اللواء نزار قرار الأخير تنظيم ندوة صحافية في باريس عن الأوضاع في الجزائر منذ الغاء المسار الانتخابي سنة 1992 ب"الشجاع". وقال ان زيارته العاصمة الفرنسية هذه المرة كانت "مغامرة". وأفادت أنباء ان عائلات "المفقودين" أودعوا الأربعاء عرائض لدى الجهات القضائية في سويسرا والسويد في خطوة للتضييق على تحركات جنرالات الجزائر في الخارج. وفي باريس، أفيد ان نزار غادر الأراضي الفرنسية على رغم ثلاث شكاوى قدمت ضده الى القضاء بتهمة التعذيب. وكان وصل الأحد الى باريس لعرض مذكراته التي ضمنها كتاباً صدر في العاصمة الفرنسية، يدافع فيه عن سمعة الجيش الجزائري. وأقام أول من أمس ندوة في المركز الثقافي الجزائري، رفض خلالها التعليق على الشكاوى التي تستهدفه. وقال: "لن أدلي بأي رد على ذلك، فأنا لست على علم بأي شيء. والشؤون الفرنسية لا تهمني". ورداً على سؤال عن مسؤولية الجيش عن التعذيب واختفاء الأشخاص، قال ان هناك "تجاوزات تحصل في بعض الأحيان وعندما يبلّغ عنها، تتم معاقبة مرتكبيها". وأضاف: "هناك من يريد معاملة العسكريين كأنهم قتلة الشعب في حين اننا نحن من أبناء هذا الشعب". وأتت زيارة نزار في اعقاب صدور كتاب الضابط السابق في الجيش الحبيب سواعدية الذي يزعم تورط قوات الأمن في مجازر وعمليات تعذيب. ووصف نزار الكتاب بأنه يندرج "في اطار حملة تضليل لم يسبق لها مثيل" يقودها الاسلاميون ضد الجيش. الى ذلك، ذكرت مصادر مطلعة ان الشكاوى الثلاث التي تقدمت بها أسرة جزائرية فقدت أحد ابنائها واثنين من المعتقلين السابقين ضد نزار بتهمة "التعذيب والمعاملة الوحشية واللاانسانية والمهينة"، أحالتها محكمة باريس على الشرطة الجنائية، وان تحقيقاً قضائياً بدأ بشأنها. وترافقت ندوة نزار في المركز الثقافي الجزائري الذي احيط باجراءات أمنية مشددة، مع تظاهرة ضمت حوالى 70 شخصاً بعضهم من ذوي المفقودين الجزائريين.