يُتوقع ان يدافع اللواء المتقاعد خالد نزار، الأربعاء المقبل في باريس، عن السياسة الأمنية التي أقرها مع عدد من كبار ضباط المؤسسة العسكرية مباشرة بعد إلغاء الانتخابات التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة مطلع 1992. وأفادت مصادر قريبة من نزار، العضو السابق في المجلس الأعلى للدولة هيئة تولت الرئاسة بعد تنحية الرئيس الشاذلي بن جديد انه سيعقد الأربعاء ندوة صحافية في المركز الثقافي الجزائري في باريس يعرض خلالها كتابه "الجزائر: تقويض الانحدار المبرمج" الذي يدافع فيه عن سياسة المواجهة ضد عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة. وقالت أن اللواء المتقاعد سيرد في الندوة على الملازم الأول حبيب سوايدية صاحب كتاب "الحرب القذرة" الذي يزعم فيه أن قيادة الجيش أمرت بتنفيذ مجازر استهدفت مدنيين خلال المواجهات مع الجماعات المسلحة. واتهمت أوساط صحافية قريبة من دوائر الحكم الجزائري الاستخبارات الفرنسية بالوقوف وراء هذا المؤلف. ويُبدي بعض الأوساط مخاوف من أن تتحول الندوة التي سيعقدها اللواء نزار إلى "محاكمة" له وللعسكريين الذي يُشتبه في وقوفهم وراء قرار الغاء الانتخابات. وتقول جمعيات حقوقية ان نزار أشرف على عمليات اعتقال قادة الإنقاذ وقاد المواجهات ضد الجماعات المسلحة، وتدعو الى محاكمة جنرالات يُزعم انهم تورطوا في انتهاكات لحقوق الإنسان. ولاحظ خالد نزار في مقدمة كتابه الجديد الذي ستصدره دار نشر الجنوب في باريس، مطلع الأسبوع، أن تدخل المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية تبقى واردة "حينما تتطلب الظروف ذلك أو تبرز شكوك حول الطريق أو الوجهة السياسية الواجب اختيارها". وقدّر أن مثل هذه القرارات "ليس حكراً خاصاً بالجيش الجزائري لكنه يميز كل مؤسسة عسكرية حينما يتعلق الأمر بالدفاع أو إحلال الحريات التي تبقى غير قابلة للتقادم". ورأى نزار في كتابه الجديد الذي يُعد متمماً لكتابه الأول "مذكرات اللواء خالد نزار" الذي صدر نهاية 1999، أن الخروج المتكرر للعسكر إلى الشارع منذ خريف 1988 كان من أجل "استتباب الأمن في البلاد محافظا بذلك على الدولة ومؤسسات الجمهورية". وتردد قبل شهرين ان بعض السفارات الغربية رفضت منح تأشيرات لعدد من كبار العسكريين الجزائريين بسبب مخاوف من ملاحقتهم قانونياً على غرار ما حصل في بريطانيا مع الجنرال التشيلي اوغيستو بينوشيه. الفريق العماري إلى ذلك، بدأ الفريق محمد العماري رئيس أركان الجيش الجزائري، أمس، زيارة رسمية إلى بيلاروسيا على رأس وفد من وزارة الدفاع. وقالت مصادر رسمية في الجزائر أن زيارة العماري تندرج "في إطار تدعيم علاقات الصداقة والتعاون بين الجيشين". وزار رئيس أركان الجيش الجزائري قبل يومين أوكرانيا.