اتصل الرئيس الفرنسي جاك شيراك أول من أمس، هاتفياً بنظيره الاميركي جورج بوش ودعاه الى مساعدة الحكومة اللبنانية ودعمها في سعيها الى اصلاح الوضع الاقتصادي، مشيراً الى اهمية استقرار لبنان. وتناول شيراك خلال الاتصال الهاتفي، الذي جاء عشية لقاء بوش ورئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، الوضع المثير للقلق الشديد بين الفلسطينيين والاسرائيليين وضرورة حمل الطرفين على اتخاذ تدابير للتهدئة، وعدم مطالبة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات بما هو مستحيل، والعمل على تحديد اجراءات لتهدئة الوضع على الجانبين. الى ذلك، يزور وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين، الجمعة والسبت المقبلين، بيروتودمشق لاعادة تنشيط الحوار والاتصالات التي تراجعت بعض الشيء منذ المؤتمر الاوروبي - المتوسطي في مارسيليا. وقال مصدر مطلع إن فيدرين سيتناول خلال محادثاته في العاصمتين الوضع الاقليمي المتأزم والمثير للقلق خصوصاً في ضوء التطورات الاخيرة في لبنان، ولا سيما منها قصف اسرائىل موقعاً للقوات السورية. وأضاف ان الزيارة مناسبة يطلع خلالها فيدرين على آراء المسؤولين اللبنانيين والسوريين وتحليلهم للوضع في المنطقة، وابلاغهم ببعض الرسائل، منها الدعوة الى تجنب ما من شأنه دفع الوضع نحو التصعيد، في ظل مخاطر عدم الاستقرار القائمة. وأشار الى ان فرنسا تعتبر ان من واجبها دعوة الاطراف كافة الى ضبط النفس، بعيداً من اي انحياز لمصلحة اي منهما، وتنبيهها الى المخاطر التي تقدم عليها، ومن شأنها توسيع دائرة النزاع والتسبب بعمليات قصف اسرائىلية للبنان، على رغم ان الانطباع السائد لدى الاوساط الفرنسية لا يحمل على التخوف من تدهور شامل على الجبهة الاسرائىلية والسورية - اللبنانية. يذكر ان الموقف الفرنسي بالنسبة الى تطبيق اسرائىل القرار الدولي الرقم 425، مطابق لموقف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الذي اعتبر ان اسرائىل طبقت هذا القرار وان موضوع مزارع شبعا يجد حله في اطار القرار الرقم 242. وذكر المصدر ان الزيارة التي يقوم بها فيدرين هي ايضاً مناسبة للتطرق الى التحضيرات المتعلقة بزيارتي الرئىسين اللبناني اميل لحود والسوري بشار الأسد لباريس في 29 ايار مايو و25 حزيران يونيو المقبلين. وأشار الى أن هاتين الزيارتين "تأتيان في ظل ظروف تتسم ببعض الصعوبة نظراً الى القلق الذي يلف الساحة اللبنانية الداخلية في شأن العلاقة السورية - اللبنانية، وأيضاً القلق الناجم عن غياب الحركة داخل سورية". فالأوساط الفرنسية تتخوف من ردود الفعل المحتمل ان تشهدها فرنسا خلال الزيارضشتين، من جانب الجالية اللبنانية وبعض الاوساط النيابية الفرنسية وبعض الاوساط الصحافية والمنظمات غير الحكومية. ومن اهداف زيارة فيدرين ابلاغ السلطات اللبنانية والسورية ان الجانب الفرنسي سيبذل ما في وسعه لكي تتم الزيارتان في افضل مناخ ممكن، وان كل ما يمكن الجانبين السوري واللبناني القيام به لتهدئة الامور، سيكون مرحباً به. وبين ما يمكن اللبنانيين القيام به، خطوات في اتجاه المصالحة الوطنية وحقوق الانسان. اما ما يمكن السوريين القيام به خطوات على صعيد العلاقات مع لبنان. وتشكل الزيارة مناسبة للوزير الفرنسي للاطلاع من الأسد على نياته ورؤيته لمستقبل العلاقات اللبنانية - السورية، وتبلغ عدد من الرسائل منه. ويصل فيدرين ظهر الجمعة الى بيروت ويعقد الاولى بعد الظهر، لقاء مع الرئىس لحود يتبعه لقاء وغداء مع وزير الخارجية اللبناني محمود حمود. وينتقل فيدرين بعد ذلك الى دمشق حيث يلتقي وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الذي يقيم مأدبة عشاء على شرفه. ويبدأ نشاطه السبت بحضور الجلسة الختامية لأعمال اللجنة المشتركة السورية - الفرنسية للتعاون الثقافي والتقني، ثم يعقد لقاء ثانياً مع الشرع، يتبعه، الاولى بعد الظهر، لقاء مع الرئيس الاسد. ويختتم فيدرين زيارته دمشق بمؤتمر صحافي، الثالثة بعد الظهر، ويغادر على الأثر الى باريس.