القرارات التي اتخذت اول من امس بحق الاندية المتلاعبة في نتائج المرحلتين الاخيرتين من بطولة لبنان لكرة القدم لم تكن على قدر التوقعات، لكنها جاءت منطقية جداً لأن اتحاد اللعبة رفض ان يشارك مع المتآمرين في تدمير الكرة اللبنانية... كيف؟ اقل التوقعات تشاؤماً انتظرت ان يعلن الاتحاد عن هبوط المتلاعبين الى الدرجة الثانية وفقاً للمادة التاسعة من لائحة العقوبات، لكن لو طبق الاتحاد هذه المادة بحذافيرها لوجد نفسه مضطراً الى اسقاط 7 فرق دفعة واحدة... ومثل هذا القرار يعني ان الاتحاد، المكلف حماية اللعبة، اعلن بيده اغتيالها. فمن الصعب جداً ان تقام مسابقة على درجة عالية من الفاعلية والقوة بين 7 اندية فقط الخمسة المتبقية والفريقان الصاعدان من الدرجة الثانية... ومن المستحيل طبعاً ان يتم تصعيد 7 فرق من الدرجة الثانية دفعة واحدة لاستكمال النصاب المعهود للبطولة، لأن ذلك يعني ضعف المسابقة بشكل رهيب ما يفقد اللعبة اهم اسباب تطورها وقوتها. وقرار من هذا النوع وصفه الامين العام للاتحاد رهيف علامة انه يعني تدمير اللعبة لفترة لن تقل عن عشر سنوات "هذا معناه وضع كرة القدم اللبنانية في الثلاجة لمدة خمس سنوات على الاقل، ثم لا بد من الانتظار خمس سنوات اخرى بعد الخروج من الثلاجة كي تعود الى اللعبة حرارتها وحيويتها". وهو اكد ان الاتحاد ابى على نفسه ان "ينزلق"، بقوة القانون، مع هذا "الفعل الشنيع" وان يقضي على اللعبة بنفسه. ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فلقد استفاد ناديا الرايسنغ والهومنتمن من عدم تطبيق المادة التاسعة اذ كان من المستحيل ان يثبت الاتحاد هبوطهما الى الدرجة الثانية بعد التلاعب الذي وقع واثر فيهما مباشرة، وكان عليه في الوقت ذاته ان يؤمن صعود فريقي البرج والعهد صاحبي المركزين الاول والثاني في دوري الدرجة الثانية. وللخروج من هذا المأزق، وجد الاتحاد الحل في اقامة مسابقة الموسم المقبل بمشاركة 14 فريقاً بدلاً من 12 على ان تهبط في نهايته 4 فرق دفعة واحدة. وجاء تتويج النجمة باللقب، الذي جرد منه التضامن، بعد الغاء نتائج 6 مباريات ضمن المرحلتين الاخيرتين هي السلام زغرتا مع التضامن صور 1-2، وشباب الساحل مع التضامن صفر-5، والهومنمن مع الصفاء 3-صفر، والصفاء مع الاهلي صيدا صفر-1، والاخاء الاهلي عاليه مع شباب الساحل 10-صفر، والهومنمن مع التضامن 6-5. واعتبرت الفرق المشاركة في هذه المباريات خاسرة كلها صفر-2 وحسمت منها النقاط التي حصلت عليها من وراء هذه المباريات. ووفقاً لهذا القرار، تصدر النجمة لائحة الترتيب برصيد 46 نقطة وبفارق الاهداف عن الحكمة الثاني، وحل التضامن ثالثاً 45، وتلاه الاخاء الاهلي عاليه 43، والسلام زغرتا 34، والانصار 33، والصفاء 26 والشباب الساحل 19، والرايسنغ 15، والاهلي صيدا 15، والهومنمن 13، والهومنتمن 12. واعلن الاتحاد عن مشاركة النجمة في كأس الاندية العريبة الابطال على اعتبار انه موقوف آسيوياً، وسمى الحكمة للمشاركة في البطولة الآسيوية، لكن علامة اكد انه في حال تفهم الاتحاد الآسيوي وانهاء عقوبة النجمة فانه سيشارك آسيوياً، ويحل الحكمة محله عربياً. واكد الاتحاد عدم مشاركته في بطولة كأس الكؤوس الآسيوية عقاباً للتضامن، وكأس الكؤوس العربية عقاباً لشباب الساحل. وافرادياً، شطب الاتحاد من سجلاته نهائياً علي احمد رئيس نادي التضامن ونائبه شريف وهبي والاداري نادر بسما، وامين سر نادي الهومنمن ميساك نجاريان، وامين سر نادي الاخاء ايوب مرعي ومدير العلاقات العامة بشير باز، ومدرب السلام زغرتا سورين برسيخيان. كما قرر شطب اللاعبين احمد الصقر من الهومنمن، ويوسف حجازي ونبيل بعلبكي وكاموكاي كالون ويوسف بعلبكي من التضامن، ومحمد خير الدين وياسر منصور وعلي مطر من شباب الساحل، ويوسف محمد ودانيال الاعور وشادي الشامي من الصفاء، وحبيب قداح من الاهلي صيدا، وطنوس بو فرانسيس وتيغرانن ياسايان وارمين اداميان من السلام زغرتا. كما اصدر الاتحاد تعديلاً على لائحة الهدافين بعد شطب الاهداف التي سجلها مهاجم التضامن هيثم زين في المرحلتين الاخيرتين، فترك الصدارة الى الترينيدادي ايرول ماكفرلين لاعب النجمة 21 هدفاً، وحل البرازيلي طومي جياكوميللي من الحكمة ثانياً 19، ومواطنه جيلبرتو دوس سانتوس مهاجم الاخاء 17، وزين رابعاً 16. ملف الفضيحة لم يقفل طبعاً، لأن الاتحاد دعا عدداً من اللاعبين الذين لم تشملهم قراراته للوقوف امام لجنة التحقيقات ما يعني ان احتمالات صدور عقوبات جديدة امر وارد... ولأن ردود فعل الاندية تتصاعد ساعة بعد ساعة والاتهامات تكال على الاتحاد ورجاله من قبلها بالجملة. ويبقى جرح الكرة اللبنانية مفتوحاً، ربما الى حين تدخل اللجنة الاولمبية او حتى وزارة الشباب والرياضة لوقف "مسلسل الردح" الدائر بين الاتحاد والاندية، وايجاد مخرج مناسب للعبة يعيد اليها طهارة الكف بعيداً من اسواق البيع والشراء و"التركيبات" غير الشرعية!