بغداد - أ ف ب، رويترز - اتهمت صحيفة عراقية رسمية أمس إيران بأنها تسعى ب"التواطؤ" مع الولاياتالمتحدة الى لعب دور "شرطي الخليج" بعد هجماتها بالصواريخ الأربعاء على العراق. وفي تعليق على الهجمات التي اوقعت سبعة قتلى، ستة عراقيين وعنصر من منظمة "مجاهدين خلق"، كتبت صحيفة "العراق" ان "نظام طهران يريد من عدوانه ان يقدم دليلاً على أنه يستطيع ان يكون شرطي الخليج"، وربطت بين القصف الصاروخي الإيراني وجولة مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأوسط ادوارد ووكر الذي أعلن أن "العقوبات الذكية" تساعد جيران العراق. واستطردت الصحيفة: "لقد أعطت طهران رأيها ودعمها لجهود ووكر بصوت مسموع جداً". إلى ذلك، اعتبرت الصحيفة ان "الأطراف الاخرى، وتحديداً الادارة الاميركية الجديدة، أعربت عن رضاها على ما قامت به ايران من خلال صمتها المطبق ازاء عدوان عسكري مسلح على بلد عضو في الاممالمتحدة". وخلصت الصحيفة الى القول إن "حكام طهران يبدو انهم ما يزالون يأملون بأن تعطيهم أميركا الفرصة لاثبات اخلاصهم واستعدادهم لخدمة أهدافها، ويبدو أيضاً ان هؤلاء الحكام لم ولن يتعلموا مما جرى خلال سنوات عدوانهم على العراق عام 1980 وحتى عام 1988"، مضيفة ان "مثل هذه الاعتداءات لا تؤثر على العراق، فالذي يقف بوجه اميركا ويتحدى قوتها وجبروتها لن يضيره صغار مثل حكام طهران حتى ولو اطلقوا ثمانية وستين صاروخاً". وكان مسؤول في "الحرس الثوري" الباسدران أعلن الخميس ان الجيش الايراني سيواصل هجماته على "مجاهدين خلق"، الذين يعتبر وجودهم في العراق أحد العوائق الرئيسية أمام تطبيع العلاقات بين بغدادوطهران بعد اكثر من عشر سنوات على انتهاء الحرب بينهما 1980-1988. وتسعى الولاياتالمتحدة للحصول على دعم قوي من العالم العربي لمشروعها القاضي بإعادة النظر في نظام العقوبات ضد العراق بغية تخفيفها عن السلع المخصصة للمدنيين وتعزيزها في ما يتعلق بالعتاد العسكري والتكنولوجي. إلى ذلك، أعلن ووكر في بيان أصدره أمس أن الاتجاه الجديد الذي ستسلكه إدارة الرئيس جورج بوش في ما يتعلق بالعقوبات المفروضة على بغداد سيعزز اقتصاد الدول المجاورة للعراق. وتعكف واشنطن على وضع سياسة جديدة اطلقت عليها اسم "العقوبات الذكية" رداً على انتقادات من حلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا الذين قالوا إن الحظر الدولي يستهدف بشكل ظالم المدنيين العراقيين. وستركز "العقوبات الذكية" على العائدات المستخدمة لاغراض عسكرية عراقية وسترفع القيود عن السلع المدنية. ووصل ووكر إلى أنقرة بعد اجتماعات في عمّان ودمشق اللتين ضغطتا من أجل تخفيف عقوبات الأممالمتحدة المفروضة على العراق. وقال: "ما نتحدث عنه هو التأكد من أن أي شيء نفعله لا يضر، بل يساعد نمو اقتصاد المنطقة. هذا أحد أهدافنا". وشكت تركيا، التي تعاني من أزمة مالية أرغمتها على تعويم العملة، من أن العقوبات منذ انتهاء حرب الخليج عام 1991 كبدتها حوالى 30 بليون دولار تمثل حجم التجارة التي خسرتها مع العراق.