حذرت مجموعة يسارية تطلق على نفسها "لواء الكاتو" رؤساء الوفود الأوروبية والرئيس الأميركي جورج بوش من المشاركة في القمة الأوروبية التي ستعقد في حزيران يونيو المقبل في مدينة يوتبوري في جنوبالسويد. وجاء التحذير في بيان صحافي وزع في العاصمة السويديةستوكهولم الأربعاء الماضي، بعدما شن أعضاء من هذه المجموعة هجوماً على وزير المال السويدي بوسي رينغهولم بقوالب من الكاتو اصيب باثنين منها قالب في وجهه وآخر في رقبته. وقالت المجموعة إن "الهجوم على وزير المال هو تدشين لهجمات لاحقة ستشنها وتصعدها خلال حملة واسعة ستشمل عدداً كبيراً من السياسيين، وذلك من أجل تعطيل أعمال مؤتمر القمة الأوروبية في يوتبوري". وشرحت المجموعة سبب اختيارها وزير المال كافتتاح لهجماتها اللاحقة، فقالت: "بعدما درسنا الظروف السياسية والأمنية الحالية في السويد وجدنا أن وزير المال هو أكثر شخصية مناسبة، ومن الممكن استغلالها لنحصل على أكبر كم من الإعلام المجاني لدعايتنا السياسية". وشرحت أنها اختارت ذلك اليوم بالذات للإعلان عن حملتها المقبلة لأهميته الزمنية. فوزير المال يقوم مرة كل سنة في نيسان ابريل بحمل ملف موازنة العام المقبل ويمشي به سيراً على الأقدام قاطعاً منتصف المدينة متوجهاً إلى مبنى البرلمان ليناقش الموازنة مع المعارضة، وهو يحاط خلال سيره بعدد كبير من الصحافيين الذين يريدون نقلاً مباشراً لوقائع تسليم الموازنة للبرلمان. وبالفعل نجح "لواء الكاتو" في الحصول على حملة إعلامية واسعة ومجانية، إذ نقلت العملية مباشرة على كل وسائل الإعلام، وتمكن السويديون من مشاهدة فتاة لم تتجاوز الثامنة عشرة تركض من خلف وزير المال وتضربه بقالب من الكاتو ثم تبعها بعد لحظات معدودة شاب في التاسعة عشرة ليضع قالب كاتو آخر على وجه الوزير الذي كان وحيداً من دون أي حراسة أمنية. ويذكر أن وزراء السويد يتجولون في كل انحاء البلد من دون مرافقة أمنية باستثناء رئيس الوزراء. وهذا الاسلوب تتبعه السويد منذ عشرات السنين لئلا يشعر المواطن العادي بأن هناك بعداً يفصله عن السياسي. ولكن بعد هذا الهجوم الذي وصفه وزير المال بأنه "عمل صبياني أحمق، فهؤلاء لم يحصلوا على تربية جيدة، وفعلتهم هذه تؤكد أنهم لا يتمكنون من اجراء نقاش بناء يقدمون من خلاله آراءهم"، ارتفعت أصوات مطالبة بحراسة أمنية للوزراء. وقال رئيس الوزراء يوران برشون: "إنه عمل طائش وخطير جداً يجب أن نأخذه بكامل الجدية وأن لا نعتبره مزحة تمر من دون عقاب". ولكن أعضاء "لواء الكاتو" سخروا مما قاله برشون وعلقوا على ذلك بالقول: "بالفعل ان ما قمنا به عمل طائش، فهذا هو المقصود، ألن تروا كيف طاش وزير المال بعدما ألبسناه قوالب الكاتو". ليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها مجموعات كهذه بهجمات بقوالب حلوى على شخصيات عالمية مشهورة. ففي منتصف الثمانينات تعرض عشرات من أساتذة الجامعات في فرنسا لهجمات مماثلة، وفي خريف العام الماضي هاجمت مجموعة من اللون السياسي نفسه المستشار الألماني السابق هيلموت كول، وهو يوقع كتابه في أحد متاجر مدينة برلين، كذلك حصل لفرانك لوي مسؤول الوفد الأميركي إلى قمة البيئة التي انعقدت أخيراً في هاغ حيث لحق به أشخاص إلى خارج المبنى وألصقوا القالب على وجهه أمام الكاميرات. ولم تقتصر الهجمات على السياسيين، ففي آذار مارس الماضي فوجئ رئيس البنك الدولي جيمس ولفونسون بقالب الكاتو وهو خارج من قاعة الاجتماعات في العاصمة الفنلندية هلسنكي. كذلك حصل مع ملياردير الكومبيوتر بيل غيتس بعدما أنهى أحد اجتماعاته العالمية وكان بانتظاره شبان خارج القاعة وقذفوه بقالب كاتو. لم يعلن "لواء الكاتو" عن هويته الأصلية، إذ يكتفي عناصره بالقول إنهم مجموعة شبابية تناضل من أجل حقوق دول العالم الثالث وتريد محاربة عولمة الاقتصاد، كما أنها تكافح ما تسميه "الليبرالية الجديدة". ولكن تقارير الشرطة السويدية التي انشغلت في الساعات الأخيرة بالتحري عن تلك المجموعة، تقول إنها خليط من اليسار المتطرف واليسار الفوضوي. وحذرت الشرطة ساسة البلد من أن تهديدات "لواء الكاتو" جدية للغاية، خصوصاً في سعيه إلى افشال أعمال القمة الأوروبية المقبلة. وقالت الشرطة إن "لواء الكاتو" تمكن حتى الآن من حشد المئات من أنصاره في أنحاء أوروبا، وهم يهيئون أنفسهم الآن للتوجه إلى مدينة يوتبوري حيث ستعقد القمة. وتوقعت الشرطة أن تتصاعد هجمات "لواء الكاتو" في الأيام المقبلة لإخافة الوفود الأوروبية.