} نجحت الأزمة المقدونية في فرض نفسها على قمة الاتحاد الأوروبي في استوكهولم أمس، وحملت دول الاتحاد على الخروج بقرارات تؤيد سكوبيا بشكل حازم، على رغم التوجه الاقتصادي للقمة المذكورة، التي وافق المشاركون فيها على توحيد المجال الجوي للدول الأعضاء. اختتمت قمة الاتحاد الأوروبي اعمالها في استوكهولم ظهر امس بقرارات اولية ستناقش لاحقاً خلال قمة تعقد في حزيران يونيو المقبل في مدينة يوتبوري السويدية. واتفق ممثلو الاتحاد الأوروبي على عنوان عريض للقمة يجعل "الاتحاد الأوروبي اكثر منطقة في العالم مبنية على الديناميكية العلمية للاقتصاد الحر، مع سياسة اقتصاد ثابتة هدفها ايجاد فرص عمل للمواطن الأوروبي وتعزيز العوامل الاجتماعية في أوروبا". وطغت الأزمة المقدونية على اجواء اعمال المؤتمر حيث تبين لاحقاً ان زيارة الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي المفاجئة الى استوكهولم ادخلت على برنامج الاعمال في اللحظات الاخيرة بعد ضغط من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي حضر افتتاح القمة وأعلن دعمه الكامل للحكومة المقدونية ونجح ايضاً في دفع الاتحاد الأوروبي الى الخروج ببيان يدين اعمال العنف على الحدود المقدونية. وحملت القمة المسلحين الألبان مسؤولية ارتفاع وتيرة العنف. ووصف بيان الاتحاد الأوروبي المسلحين الألبان بأنهم "جماعة متطرفين يجب ردعهم بالطرق المناسبة"، وأعلن الاتحاد دعمه الكامل لحكومة سكوبيا ودعا الجميع الى احترام الحدود الحالية بين دول البلقان. ووافقت الدول الأعضاء في الاتحاد على صرف 40 مليون يورو للسلطات المحلية في كوسوفو من اجل تعزيز اجهزة الاعلام المحلية والجامعات والمدارس وعلى منح روسيا 100 مليون يورو لتعزيز اعمال البيئة وتنقية مياه الشفة في مدينة ساحة سانت بطرسبورغ. وأعلن الاتحاد دعمه الكامل جعل روسيا عضواً في المنظمة العالمية للتجارة وجدد دعمه لتعزيز الديموقراطية فيها وحث موسكو على احترام حقوق الانسان واستخدام اساليب انسانية لحل النزاعات الداخلية كالحرب الدائرة في الشيشان. وأجمع ممثلو الاتحاد الأوروبي على أهمية تعزيز العمل من اجل مواجهة المشكلات الديموغرافية التي تواجه دول الاتحاد، حيث ان نسبة المسنين سترتفع في السنوات العشر المقبلة ما سيؤدي الى أزمة تؤثر على أنظمة الشيخوخة المختلفة في دول الاتحاد، لذا ستعمل الدول الأعضاء على ايجاد نظام موحد لضمان الشيخوخة في أوروبا، وتأسيس مناخ خدماتي أفضل للمسنين، وتعزيز دور المرأة في سوق العمل. وأجمعت الدول الأعضاء على المضي قدماً في تطوير النظام الاقتصادي الحر للدول الأوروبية من خلال الاستفادة من التطورات التكنولوجية. وركز البيان الختامي للقمة على تقوية سياسة الخصخصة في مجال البريد وشبكات الاتصالات الالكترونية واتفقت على العمل من اجل خلق مجال جوي أوروبي موحد. ولم تتطرق دول الاتحاد الأوروبي كثيراً الى ازمة جنون البقر في أوروبا بل اكتفت بالاعلان عن تضامنها مع المزارعين المتضررين من الازمة. ولكن على رغم رغبة رئيس وزراء السويد يوران برشون الذي تترأس بلاده مركز الأمانة العامة للاتحاد الأوروبي في الخروج بقرارات ملموسة من القمة الحالية لدول الاتحاد الأوروبي في استوكهولم، الا ان معظم القرارات هي مسودة عمل لأعمال القمة الأوروبية المقبلة التي ستعقد في شهر حزيران المقبل في يوتبوري في السويد.