بعد يوم على الضربات الايرانية التي استهدفت سبع مناطق في العراق بصواريخ "سكود"، اعلنت بغداد اسقاط طائرة ايرانية من دون طيار، فيما أكدت منظمة "مجاهدين خلق" ان طائرتين ايرانيتين خرقتا المجال الجوي العراقي أمس. واعتبرت طهران الضربات الصاروخية "عمليات دفاعية محدودة"، وصعّدت بغداد مع "النظام الأحمق" في طهران، في حين ذكّر الرئيس محمد خاتمي بالحرب العراقية - الايرانية. وقال خلال تدشينه سدين أمس: "لم نكن البادئين، بل وقفنا في وجه صنّاع الحرب الذين أرادوا اشاعة الموت". وكانت بغداد أكدت ان الضربات الصاروخية الايرانية أسفرت عن مقتل عراقية وابنتها وجرح 23 مدنياً. ودافعت ايران عن هذه الضربات التي وصفها مندوبها لدى الأممالمتحدة هادي - نجاد حسينيان بأنها "اجراء دفاعي محدود ومتناسب" مع عمليات "مجاهدين خلق" داخل الأراضي الايرانية راجع ص 2. وأكد في رسالة بعث بها الى رئيس مجلس الأمن أن العمليات الايرانية تأتي "رداً على عمليات لمنظمة مجاهدين خلق الارهابية انطلقت من قواعدها داخل العراق ضد الجمهورية الاسلامية في ايران وأدت الى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات خلال الشهور الماضية". وتابع ان القوات الايرانية "تصرفت بموجب المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة الدفاع عن النفس واتخذت اجراء دفاعياً". وزاد ان بلاده "تحترم سلامة اراضي العراق" وتتطلع الى علاقات ودية معه، وحض بغداد على "وضع حد لهجمات عبر الحدود في عمليات ارهابية". في لندن رجحت مصادر في المعارضة العراقية ان يكون هدف طهران من الضربات الصاروخية "توجيه رسالة الى واشنطن فحواها ان ايران ترغب في لعب دور مؤثر ضمن التوجه الأميركي الجديد حيال العراق". وأشارت المصادر الى أن الادارة الأميركية "تريد لايران والمجموعات العراقية المرتبطة بها دوراً في تلك الخطط"، وقالت ل"الحياة" ان هناك توافقاً غير مباشر بين الولاياتالمتحدةوايران على "ازاحة الرئيس صدام حسين من الحكم". وذكر قيادي في المعارضة العراقية بما وصفه ب"قناة كويتية تقوم بدور وساطة بين طهرانوواشنطن". وتوقعت مصادر أخرى أن تكون مواقع ل"فيلق بدر" التابع ل"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" بزعامة محمد باقر الحكيم في منطقة السليمانية شمال العراق، بين الأهداف المرشحة لضربات مضادة تشنها بغداد رداً على الضربات الايرانية أول من أمس. ومعروف أن المجلس يتخذ طهران مقراً له، وأعرب الحكيم أخيراً عن عدم ممانعته في حوار مع ادارة الرئيس جورج بوش، لافتاً الى أن ايران ذاتها تحاور واشنطن عبر قنوات عدة. وبين محاور التجاذب والمد والجزر في العلاقات الايرانية - العراقية مخاوف بغداد من مشاركة طهران في سيناريو أميركي يستهدفها، وعكس الاعلام العراقي تلك المخاوف في حملته العنيفة على "النظام الأحمق" في ايران أمس، مندداً ب"استجابته مخططات أميركا".