شهدت العلاقات العراقية - الايرانية امس مزيداً من التأزم بعدما حمّلت بغداد "عملاء للنظام الايراني" مسؤولية اطلاق ست قذائف "مورتر" على مبنى سكني في العاصمة العراقية ليل الثلثاء. واعلنت "وكالة الانباء العراقية" نبأ الهجوم امس، مؤكدة انه اسفر عن مقتل عراقي وثلاثة مواطنين عرب وجرح 38 آخرين، في حين ابلغ السفير الفلسطيني عزام الاحمد وكالة "رويترز" ان "الهجوم الجبان الذي اصاب منطقة يسكنها لاجئون فلسطينيون ادى الى مقتل ثلاثة عراقيين وثلاثة فلسطينيين وجرح العديد من الاطفال والنساء والمسنين". واوضح ان اثنين من الجرحى توفيا امس، ونقلت وكالة "فرانس برس" عن السفير تأكيده في بيان ان "الحدث العدواني جاء بعد حملة مدروسة من الاشاعات حول توطين فلسطينيين في بعض مناطق العراق، بهدف الاساءة الى العلاقات الاخوية بين الفلسطينيين والعراقيين". ويأتي الهجوم بالقذائف فيما تشهد العلاقات بين بغدادوطهران توتراً متصاعداً منذ اتهام ايرانالعراق بدعم تسلل عناصر من منظمة "مجاهدين خلق" استهدفت بقذائف مجمعاً سكنياً في العاصمة الايرانية قريباً من مقر قيادة "الحرس الثوري". كما ابدت بغداد مخاوف من انعكاسات التقارب الاميركي - الايراني، وحذرت من "استغلال" طهران "شهر العسل" مع الولاياتالمتحدة لضرب العراق. ونفى مصدر ايراني ان تكون لبلاده علاقة بالهجوم في بغداد، فيما اكدت مصادر عراقية في عمان ان القذائف التي سقطت على عمارات يسكنها فلسطينيون كانت موجهة نحو "مديرية الامن العامة" وعمارة تجاورها يسكنها اعضاء من "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة. واستبعدت المصادر ان يكون العمل مدبراً ضد "الوجود الفلسطيني" في العراق على خلفية انباء عن "مخطط لتوطين الفلسطينيين" في هذا البلد سلط عليه الضوء قرار بغداد منحهم حق تملك العقارات. وقالت المصادر ان المجمع السكني المتاخم لمديرية الامن العامة في منطقة "البلديات" اقيم نهاية السبعينات، ولمحت الى ان ضرب المنطقة بالقذائف قد تكون مسؤولة عنه مجموعات عراقية معارضة. راجع ص 2 وقال ضباط فارون من العراق إن إيران باتت قادرة على ارسال مجموعات صغيرة مزودة أسلحة خفيفة ومتوسطة إلى أي منطقة في العراق لقدرة افرادها على التخفي بملابس "شعبية عراقية" واجادتهم "اللهجة الدارجة العراقية". ولم يستبعدوا وجود عناصر من الجماعات العراقية المعارضة الموجودة في إيران مع هؤلاء اثناء تنفيذ ضربات ضد مقرات "مجاهدين خلق" ومعسكراتها في العراق. وقالت مصادر قريبة إلى السلطات العراقية ان الهجوم ليل الثلثاء أصاب بقذيفتين عمارة تقطنها عناصر من "مجاهدين خلق" فيما انحرفت خمس قذائف عن مسارها لتصيب عمارة مجاورة يسكنها طلاب عرب وثلاثة مساكن لعراقيين في منطقة "المسبح". وجاء في البيان الرسمي العراقي ان السلطات عثرت في موقع قريب على مدفع "هاون" إيراني من عيار 60 ملم. واشنطن: مساعدات للمعارضة العراقية على صعيد آخر، أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السفير ادوارد ووكر ان الرئيس العراقي صدام حسين لا يزال يشكل خطراً على السلام والأمن الاقليميين وان الولاياتالمتحدة مصممة على المضي في سياسة احتوائه طالما بقي في السلطة وعلى استمرار العقوبات الاقتصادية كجزء أساسي من الاحتواء. لكن ووكر، الذي كان يدلي أمس بشهادة أمام اللجنة الفرعية للشرق الأدنى وجنوب آسيا التابعة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، قال إنه لا يستبعد بقاء الرئيس العراقي في السلطة عند انتهاء ولاية الرئيس بيل كلينتون في البيت الأبيض في كانون الثاني يناير المقبل. وأضاف: "لا نستطيع ان نتوقع ما سيحصل في العراق. والاحتمال يقود إلى الاتجاه بأنه الرئيس صدام حسين سيبقى في السلطة مع نهاية الإدارة الحالية". وقال: "لكن ذلك لا يعني اننا لا يمكننا استخدام هذا الوقت لبناء قدرات الذين يسعون إلى إطاحته". وكشف ان الإدارة قررت الموافقة على تخصيص مبلغ ربع مليون دولار هذا الأسبوع للمعارضة العراقية وذلك لتمكينها من الاتصال بقاعدتها ولبناء البنية التحتية الضرورية لتحقيق أهدافها.