ألقى رجال مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي القبض على الوزير والنائب التركي السابق ورجل الأعمال الشهير جاويد شاغلار الذي يعتبر أحد المقربين من الرئيس السابق سليمان ديميريل. وجرى اعتقاله في نيويورك بناء على طلب الحكومة التركية التي أبلغت الانتربول انها تبحث عن شاغلار لتورطه في قضايا كسب غير مشروع وفساد وتحايل. وكانت النيابة العامة التركية أصدرت أمرين غيابيين باعتقاله أثناء تحقيقها في عمليات فساد في مصرف "انتربنك" الذي كان يمتلكه، و"بنك ايجه" الذي يمتلكه يحيى ديميريل ابن اخ الرئيس التركي السابق. وغدر شاغلار تركيا قبل ستة أشهر بحجة العلاج في الخارج، وهو يوصف في الاعلام التركي بأنه الشخصية التي ساعدت يحيى ديميريل على سرقة أموال "بنك ايجه" بعدما حصل على قرض قدره 5.7 مليون دولار بطريقة غير قانونية من هذا المصرف واعاد سداده مباشرة الى يحيى ديميريل. كذلك يعتبر شاغلار مسؤولاً ن افلاس مصرف "انتربنك" وخسارته 5.1 بليون دولار. وهو احد الأمثلة على تورط السياسيين في قضايا افلاس المصارف الخاصة في تركيا. غير ان لشاغلار مكانة خاصة كونه قريباً من الرئيس السابق ديميريل. وقال وزير العدل التركي حكمت سامي ترك انه لا يوجد ما يمنع اعادته الى تركيا، مشيراً الى ان وزارته ستطلب استرداده من وزارة العدل الأميركية الاسبوع المقبل. وتوقعت اوساط اعلامية تركية ان يؤدي التحقيق مع شاغلار الى كشف الكثير من الأسرار والحقائق عن عمليات فساد كثيرة وتورط سياسيين آخرين فيها. ومن شأن ذلك ان يزعج ديميريل وبقية أعضاء حزبه السابق "الطريق القويم" الذي تتزعمه تانسو تشيلر. ورأى مراقبون ان الحكومة ستحاول التركيز على قضية شاغلار من اجل تحويل الأنظار عن التحقيق في قضايا فساد يبدو بعض الوزراء الحاليين متورطين فيها، وذلك بهدف التأكيد على ان الحكومة تضرب الفاسدين بيد من حديد.