} دعا الرئيس العراقي صدام حسين الى "تعاون استراتيجي" بين موسكووبغداد، فيما شددت روسيا على أن "نظام العقوبات على العراق يجب أن يُزال". ولم تؤكد موسكو أنباء صحافية عن احتمال عقد لقاء قمة بين صدام والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان محادثات في موسكو أمس ركزت على سبل انهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق، والمشاريع النفطية والديون المستحقة لموسكو على هذا البلد. وقال بوتين في مستهل الاجتماع: "هناك أمور كثيرة تغيرت خلال 14 سنة"، مشيراً الى أن الضيف العراقي كان زار موسكو عام 1987 في عهد الاتحاد السوفياتي. وذكر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الذي حضر اللقاء ان رمضان نقل الى بوتين رسالة شفوية من صدام أعرب فيها الأخير عن الرغبة في "اقامة علاقات تعاون استراتيجي" مع موسكو. وتابع ايفانوف ان بلاده مهتمة ب"العودة الى المستوى الرفيع" لعلاقات التعاون التي كانت تربط البلدين في الماضي، لافتاً الى أن موسكو ترى أن "نظام العقوبات يجب أن يُزال". واستدرك ان ذلك ينبغي ان يتم "جنباً الى جنب" مع تنفيذ العراق قرارات الأممالمتحدة، واعداً بأن تواصل موسكو العمل بنشاط في هذا الاتجاه، ومؤكداً ان العراق ليس وحده الذي يعاني من العقوبات "بل ان روسيا تتكبد خسائر فادحة جداً". ورداً على تساؤلات اثارها نشر وكالة "ايتار تاس" للأنباء خبراً عن ان "آفاق قمة روسية - عراقية" تناقش خلال زيارة رمضان قال ايفانوف: "لم يجر حديث عن دعوة بوتين الى العراق". وأوضح ديبلوماسي ل"الحياة" ان هذه الصيغة تترك "هامشاً واسعاً"، اذ ان القمة يمكن عقدها في بلد ثالث أو في موسكو. وأضاف ان ظهور بوادر تفيد باحتمال قبول المبادرة الروسية لتسوية المشكلة العراقية وتطبيع العلاقات بين بغداد ودول الجوار "قد يمهد الأجواء لجولة" يقوم بها الرئيس الروسي في المنطقة. وذكر ان موسكو ستستثمر تزامن وجود رمضان مع زيارة رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي جاسم الخرافي العاصمة الروسية كي "تسمع آراء الطرفين" في المبادرة. وعلى صعيد العلاقات بين موسكووبغداد، تحدث ايفانوف عن اتفاق لتشكيل لجنة ل"التدقيق" في مشكلة الديون وتسويتها. ومعروف ان موسكو كانت طالبت بغداد ب6.8 بليون دولار هي قيمة معدات عسكرية ومدنية اشتراها العراق من الاتحاد السوفياتي. وأكد وزير الخارجية ان الطرفين اتفقا على "عدد غير قليل من المشاريع الكبرى"، اضافة الى التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة، وإعادة بناء مصانع شيدت بمساعدة سوفياتية. وأفادت "وكالة أنباء النفط" الروسية ان بغداد وافقت مبدئياً على منح شركة "الف ايكو" القريبة الى الكرملين امتيازاً لاستثمار حقول كبرى للنفط والغاز في غرب العراق وفي منطقة كركوك شمال. ونقلت الوكالة عن مصدر في الحكومة الروسية ان العراقيين اشترطوا "بدء العمل فوراً" تحت غطاء المادة 50 من ميثاق الأممالمتحدة والتي "تسمح بتنفيذ مجموعة واسعة من الأعمال" لتقليص الخسائر التي تتكبدها روسيا بسبب مشاركتها في نظام العقوبات. ولم يتضح هل وافقت موسكو على هذا الطلب، لكن ايفانوف كان أشار الى انه لا يستبعد مطالبة بلاده بتفعيل المادة الخمسين. وفي حال التوصل الى اتفاق في شأن بدء العمل بالمشاريع النفطية، ستكون بغداد حققت هدفاً مهماً يدفع موسكو الى اتخاذ "خطوات عملية" للخروج من نظام العقوبات.