شن الرئيس العراقي هجوماً شديداً على الولاياتالمتحدة وسياستها تجاه بلاده والدول العربية، خصوصاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. جاء ذلك خلال استقباله وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الذي سلمه رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين أول من أمس يناشده فيها الدخول في حوار مع الأممالمتحدة. موسكو، بغداد - أ ف ب، يو بي آي - ناشد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيان صدر عن الرئاسة الروسية نظيره العراقي صدام حسين الدخول في حوار بناء مع الأممالمتحدة لحل الأزمة القائمة بينهما. فيما وجه الرئيس العراقي انتقاداً شديد اللهجة إلى السياسة الأميركية تجاه بلاده والدول العربية الأخرى. وجدد بوتين في الرسالة التي سلمها وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الى صدام حسين خلال زيارته بغداد تأييده "رفع العقوبات عن العراق"، مشدداً على "أهمية البدء في حوار بناء بين هذا البلد والامم المتحدة". ودانت روسيا مراراً الغارات الاميركية والبريطانية على العراق، معتبرة أن الأزمة العراقية لا يمكن ان تحل إلا سياسياً. من جهته، أعرب الرئيس صدام حسين عن يأسه من امكان "ان تخجل أميركا أو تحرج تجاه ما يتعرض له العراق جراء استمرار نظام العقوبات المفروضة عليه منذ عام 1990". ونقلت الصحف العراقية الصادرة أمس عنه خلال استقباله ايفانوف أمس "نقاتل أميركا منذ أحد عشر عاماً وعرفنا أنها لا تستحي من الكذب، وعندما نتحدث عن الوسائل التي تحرجها علينا ان نتذكر انها لا تخجل من السوء الذي تقوم به ولا تخجل من الرأي العام العالمي ومن القول إنها خالفت وتخالف القانون الدولي". وأورد صدام حسين مسألتي الحصار الذي تفرضه على كوبا وموقفها من قضية فلسطين مثالاً، وقال: "إن دليلنا على ذلك حصارها لكوبا الذي لم يبق من يؤيده إلا اسرائيل ودولة صغيرة اخرى وموقفها من قضية الشعب الفلسطيني الذي يذبح يومياً على مرأى ومسمع من العالم كله". وأضاف "ان أميركا ما زالت تسعى للاعتراض على أي قرار يمس اسرائيل على رغم ان العالم يدين ما يحصل حالياً في فلسطين". وانتقد الرئيس العراقي ما وصفه ب"عدم احترام أميركا وبريطانيا القانون الدولي وقرارات مجلس الامن الدولي بايجادهما مناطق حظر الطيران في شمال العراق وجنوبه". وقال "إن ذلك يتم على رغم ان قرارات مجلس الامن الدولي تجاه العراق تشير الى احترام السيادة العراقية". وخاطب الرئيس العراقي ايفانوف قائلاً: "إن اهداف أميركا ليست أهدافكم ولا أهداف مجلس الامن. واختطت أميركا لنفسها طريقاً لتوهم ان بإمكانها السيطرة على العالم". واتهم واشنطن بمحاولة اجراء تغييرات واسعة في العالم، وقال "لم يبق امامها سوى السيطرة على النفط لتحقق اهدافها في السيطرة على العالم"، مشيراً إلى أن بلاده تعرقل السياسة الأميركية الهادفة الى السيطرة على نفط العالم، مؤكداً ان واشنطن ضربت العراق وفرضت الحصار عليه "لأنه اعاق سياستها هذه". وأفادت الصحف العراقية ان صدام حسين حمل المبعوث الروسي تحياته الى بوتين وتأكيد رغبة بلاده في اقامة اوثق العلاقات مع موسكو ربما يخدم مصالح الشعبين الصديقين، كما ابدى استعداده للتشاور والتنسيق مع روسيا في الأمور التي تخص العراق والقضايا الاقليمية والدولية. وكان ايفانوف عبر قبيل مغادرته بغداد متوجهاً إلى القاهرة محطته الثانية في اطار جولته الشرق اوسطية، عن ارتياحه إلى نتائج المحادثات التي اجراها مع صدام حسين، وأكد تمسك بلاده بتسوية القضية العراقية بموجب قرارات مجلس الامن ذات الصلة بحرب الخليج الثانية. ومن المقرر ان يزور ايفانوف خلال الجولة الاردن والسعودية والكويت والاراضي الفلسطينيةالمحتلة واسرائيل.