شهدت نهاية الاجتماع الأمني الفلسطيني - الإسرائيلي الثاني محاولة لاغتيال أحد قادة حركة "فتح" في الضفة الغربية بسيارة مفخخة، وانطلقت في القدس أمس مسيرات بعد صلاة الجمعة، واصيب 17 فلسطينياً و4 جنود إسرائيليين خلال مواجهات في الضفة الغربية وقطاع غزة، بين الجيش الإسرائيلي والمتظاهرين، في حين تعهدت حركة "الجهاد الإسلامي" ارسال "انتحاريين" لشن هجمات داخل الدولة العبرية. في غضون ذلك، تداولت أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية معلومات عن ارغام الرئيس ياسر عرفات على "العودة إلى المنفى". وأطلقت حملة مواقف سياسية من شأنها المساهمة في تعطيل نتائج الحوارات الجارية، والتي يساهم فيها كل من الأردن ومصر بموافقة أميركية، على قاعدة ورقة أردنية - مصرية أعدت لهذا الغرض. راجع ص 3 و4 وأبرز المواقف السياسية المعرقلة، اطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون في مقابلة مع صحيفة "معاريف"، أعلن فيها تنصله من اتفاقات أوسلو، داعياً إلى "البحث عن طريق آخر"، بسبب "خرق الفلسطينيين كل سطر فيها تقريباً". وأكد شارون عزمه على مواصلة الدخول إلى مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية المنطقة أ، وقال: "ندخل مناطق أ كل يوم تقريباً". وأعلن مشروعه للحل مع الفلسطينيين على قاعدة انشاء دولة فلسطينية من دون سيادة على 42 في المئة من أراضي الضفة الغربية، على أن تكون هذه الدولة مقيدة ومنزوعة السلاح، وتكون معابر الحدود الخارجية تحت سيطرة إسرائيل، وكذلك المجال الجوي. وروّجت أوساط في إسرائيل أحاديث عن خطط لاجبار عرفات على "العودة إلى المنفى". واعتبر وزير الثقافة والإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه في حديث إلى "الحياة" ان هذه الأقوال هي "لون من ألوان الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني وقيادته، وترويجها يؤكد أن لا حل في نظر شارون إلا استمرار الاحتلال والاستيطان واخضاع الشعب الفلسطيني". وزاد: "شارون لا يريد أي حل سياسي، وهو غير معني سوى بالأمن". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد لصحيفة "معاريف"، رداً على سؤال عن صلاحيات وزير خارجيته شمعون بيريز، انه مخول بالبحث "في المسائل الأمنية فقط". وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" إن كل الاجتماعات واللقاءات التي عقدت "لم تتمخض عن أي شيء، لأن شارون لا يريد التوصل الى أي حل". وبرزت امس مؤشرات الى محاولة اسرائيلية لعزل القيادة الفلسطينية عن محيطها العربي، من خلال ارسال مبعوثين الى العواصم العربية، وذكرت مصادر اسرائيلية ان وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر سيقوم بزيارة رسمية لكل من مصر والأردن، وستكون هذه أول زيارة لمسؤول اسرائيلي على هذا المستوى منذ اندلاع الانتفاضة أواخر ايلول سبتمبر الماضي. ومعروف ان الأردن لم يرسل بعد سفيره المعين لدى تل ابيب عبدالإله الكردي، فيما استدعت القاهرة سفيرها لدى اسرائيل بعد اندلاع الانتفاضة. في الوقت ذاته، قللت مصادر أردنية من أهمية زيارة صالح طريف، الوزير العربي في حكومة شارون، للأردن، ووصفتها بأنها خاصة، مؤكدة عدم وجود أي ترتيب للقاء رسمي. الى ذلك اعتبر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع ان المبادرة المصرية - الأردنية تمثل "الحل الوحيد في هذه المرحلة"، فيما دعت موسكو الى "منع استمرار التصعيد" في الشرق الأوسط واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وشدد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف على خطورة "انفلات الوضع وخروجه عن السيطرة"، داعياً الأسرة الدولية الى "العمل جبهة واحدة" لاخراج الوضع من الطريق المسدود، ومؤكداً ان "أي دولة، ولو كانت تملك جبروت الولاياتالمتحدة لا تستطيع وحدها إدارة الشؤون الدولية".