روما - "الحياة" - كان أخلد الى الهدوء والنسيان منذ مدة، لكن اختياره لرئاسة لجنة تحكيم مهرجان باريس السينمائي، أخيراً، أعاده الى واجهة الأحداث، وذكر بوجوده وبأنه واحد من آخر الكبار في السينما الايطالية. هو ايتوري سكولا، الذي أمن، بمفرده تقريباً، مرحلة الانتقال من سينما الواقعيين الجدد، الى السينما المعاصرة في ايطاليا، خلال سنوات السبعين، بأفلام عدة ناجحة مثل "السطيحة" و"أحببنا بعضنا كثيراً" و"الحفلة الرائعة"... في هذه الأفلام كلها، خصوصاً في "يوم خاص" الذي هو أشهر أفلامه وأهمها، أثبت سكولا انه معلم كبير وسينمائي حقيقي. لمناسبة عودته الى الواجهة، أُجريت معه مقابلات صحافية عدة، تحدث فيها كثيراً. ولعل من أطرف ما قاله: "وصلت أخيراً الى السن التي تجعل صاحبها عضواً في لجان التحكيم. وليست هذه بالمهمة السهلة، خصوصاً اذا كان المرء مخرجاً". وعن واقع السينما الايطالية، قال سكولا: "أؤكد لكم انها لم تدخل مرحلة الاحتضار... كل ما في الأمر ان عليها، كما هي حال السينما الأوروبية عموماً، أن تخوض منافسة شديدة وقاسية مع السينما الأميركية التي تحتل الصالات وتستفيد من ماكينة ترويج هائلة". وعن سينماه، قال سكولا انه حقق دائماً "الفيلم نفسه، حتى لو تغير الديكور والأشخاص والأحداث والأماكن"، مؤكداً ان هذا الفيلم الوحيد يتحدث فيه دائماً عن "الحب والصداقة والشجن والسفر". لكنه سفر بلا حراك "فالسفر الداخلي هو ما أثار اهتمامي دائماً... لأنه يعبر عن زلازل الروح وعن ضروب اللايقين". وحين سئل سكولا عن أعز أمنياته اليوم، قال: "أن أفهم الآخرين في شكل أفضل". أما عن فيلمه الأخير "تنافس غير نزيه" الذي يعرض قريباً فقال: إن موضوعه "حظر الاستخفاف بالأمور" لأنه يركز على الاسلوب الايطالي في عدم معارضته أي شيء وفي قبول الأمور باستخفاف، ولو كانت ستؤدي الى كارثة.