توفي المخرج وكاتب السيناريو الإيطالي إيتوري سكولا الذي أخرج عشرات الأفلام خلال مشوار مهني طويل، في روما مساء أمس (الثلثاء)، عن عمر ناهز 84 عاماً. ورحل سكولا، الحائز جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي العام 1976، بعد يومين من دخوله في غيبوبة. وكتب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي في تغريدة إن «سكولا ترك وراءه إسهاماً ضخماً في الثقافة الإيطالية». ووصف المخرج الراحل بأنه «رائد اللامعقول» مشيداً ب «قدرته الذكية على قراءة إيطاليا والمجتمع وتنوعاته». وذكرت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية أن سكولا المولود في 1931 في تريفيزو بالقرب من نابولي، أخرج 41 فيلماً وكتب سيناريو أكثر من 90 آخرين. ونال فيلمه «يوم خاص» الذي كتبه وأخرجه بنفسه، جائزة «الأوسكار» عن أفضل فيلم أجنبي في 1977. تعود بدايات سكولا في عالم السينما إلى العام 1953، من خلال كتابة السيناريوهات، على رغم أنه كان ينوي دراسة الطب اقتداءً بوالده، ثم غيّر مساره إلى مجال القانون قبل أن يتوجه إلى صناعة الأفلام. أخرج رائد السينما الإيطالية فيلمه الأول « لنتحدث عن النساء»، في 1964، وانضم بعد عشر سنوات في 1974، الى قائمة المخرجين الإيطاليين العالميين، من خلال فيلمه «كم أحببنا بعضنا». وفاز في العام 1976 بجائزة «مهرجان كان» عن فيلمه الرائع «قبيح، قذر وسيئ»، ومنذ ذلك الحين وإيتوري سكولا يخرج العشرات من الأفلام الرائعة، خصوصاً «ليلة في فارين» (1982)، «كم الوقت الآن؟» (1989)، و«رحلة القائد فراكاسا» (1990). ونقلت «غارديان» عن أحد أكبر النقاد السينمائيين في إيطاليا باولو ميرغيتي، قوله ان سكولا كان من الأصوات السياسية القوية في السينما الإيطالية بعد الحرب. وأوضح أن المخرج الراحل «تمتع ببصيرة نافذة ميزته عن غيره من المخرجين، مكنته من فهم الاتجاه الذي كانت تسير إليه إيطاليا في ذلك الوقت». وكان سكولا عضوا في «الحزب الشيوعي الإيطالي»، واحتل منصب وزير الثقافة في حكومة الظل التي أنشأها الحزب في 1989.