من زمن والمخرج الايطالي ايتوري سكولا غائب عن الشاشة الكبيرة. هل هو السأم؟ هل هي نتيجة الأزمة التي تعيشها سينما بلاده؟ أم ان المخرج المخضرم لم يعد لديه شيء يقوله؟ كل الاجابات ممكنة ومعقولة، لكن المهم في الامر هو ان سكولا يعود في فيلم عنوانه "العشاء" يصل فيه ما كان انقطع مع أفلام له في "السطيحة" و"الحفل الراقص" حيث يضع شخصياته أمام مجهره الكاميرا ويحلل تصرفاتها في ظروف محددة. لكن الغريب هذه المرة هو ان النقاد لمسوا في الفيلم الجديد تفاؤلاً وايماناً بالكينونة الانسانية لم تكن افلام سكولا السابقة أي حيث كان أكثر شباباً تحملهما. وهو اذ سألته الصحافة حول هذا البعد التفاؤلي الجديد في أعماله أجاب: "أجل لقد اصبحت أكثر تفاؤلاً مما كنت عليه قبل عشرين سنة. وذلك بالتحديد لان هناك الآن اختلاطاً بين الطبقات الاجتماعية لم يكن في إمكاننا ان نتصوره سابقاً، وايضاً لأن هناك نوعاً من الالتزام الواضح ألاحظه الآن لدى أبناء الأجيال الجديدة، إن المراهق الذي ترونه في فيلمي يسهرع الى نجدة المتشرد، إنما هو كشف عن حقيقة لم يكن لها وجود في زمني. ومن الواضح ان بقاء المرء متشائماً في مثل هذه الظروف أمر لا نقع فيه ويكشف عن حماقة هذا المرء". نذكر ان سكولا يعود في هذا الفيلم الجديد الى العمل مع رفيقه القديم، والذي شارك في معظم أفلامه الكبرى، فيتوريو غاسمان، الذي تقاسمه بطولة الفيلم الفرنسيتان فاني آردان وماري غيان.