لا تزال الديبلوماسية الأميركية تسعى جاهدة الى إيجاد تعابير تفسَّر في الصين اعتذاراً عن حادث اصطدام طائرة تجسس أميركية بطائرة حربية صينية، ولا تضر، في الوقت ذاته بهيبة الرئيس جورج بوش الذي حذر بكين من التباطؤ في اطلاق أفراد الطاقم المحتجزين منذ مطلع نيسان ابريل الجاري. جاء ذلك غداة لغط أثاره وزير الخارجية الاميركي كولن باول، بتحذيره بكين من ان الأزمة ستؤدي الى الاضرار بوضع الصين التجاري مع واشنطن، خصوصاً ان الكونغرس قد يصوت على حرمانها تسهيلات للتصدير الى الولاياتالمتحدة، باعتبارها دولة أولى بالرعاية التجارية، علماً ان قيمةهذه الصادرات الصينية تبلغ حوالى مئة بليون دولار سنوياً. وكانت الولاياتالمتحدة أسفت للحادث ولفقد الطيار الصيني، لكن بكين ما زالت تصر على اعتذار من الولاياتالمتحدة. وبدأ بوش يتعرض لانتقادات تستهدف طريقته في إدارة الأزمة الدولية الأولى منذ تسلمه الرئاسة، للتردد الواضح لديه بين الحزم والليونة. وأعلن الرئيس الأميركي امس ان الجميع في حكومته "يتفهم أن الديبلوماسية تأخذ وقتاً، و لكن إذا أخذت وقتاً طويلاً فإن هناك نقطة حيث تضر علاقاتنا مع الصين". وأضاف ان الولاياتالمتحدة تستغل كل الأقنية الديبلوماسية المتاحة وكشف عن مساع وراء الكواليس. وأضاف: "حان وقت عودة طاقم الطائرة 24 فرداً لئلا تتضرر العلاقات مع الصين". وقال إن تقرير السفارة الأميركية في الصين التي التقى الملحق العسكري فيها أفراد الطاقم وصف معنوياتهم بأنها مرتفعة، متجنباً الرد على سؤال هل يتفق مع عضو الكونغرس ورئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب هنري هايد الذي وصف أفراد طاقم الطائرة الأميركية ال24 بأنهم رهائن لدى الصين. وذكرت مصادر اميركية ان واشنطن تخشى، الى جانب الاضرار بهيبة الولاياتالمتحدة في حال الاعتذار رسمياً، تداعيات قانونية قد تنجم عن ذلك في ما يتعلق بالتعويض ومستقبل النشاطات الأميركية التجسسية والعسكرية في تلك المنطقة. وعرض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان امس وساطته لحل الخلاف بين بكينوواشنطن، لكنه أعرب عن أمله بانهاء الخلاف من خلال محادثات مباشرة بين الطرفين. وعندما سئل عن كيفية توصلهما الى صيغة اعتذار، أجاب: "لديهما كثير من الطرق لذلك، واظن انهما سيجدان سبيلاً اليها".