} في خطوة تعد سابقة في الجمهورية الاسلامية في إيران، يلقي الرئيس محمد خاتمي خطاباً مهماً أمام مجلس الشورى البرلمان الأحد المقبل، يقدم خلاله "محصلة" لسنوات حكمه الأربع، كما يتوقع ان يعلن قرار ترشحه لولاية رئاسية ثانية أو إمتناعه عن خوض المعركة الانتخابية. وفي حين لا يزال خاتمي ملتزماً الصمت في شأن اعادة ترشيح نفسه صرح النائب الأول لرئيس مجلس الشورى بهزاد نبوي بأن الرئيس الإيراني "متردد فى ترشيح نفسه" بسبب "الأزمات العديدة" التي تشهدها البلاد. طهران - أ ف ب، رويترز - فيما بلغت الأزمة السياسية أوجها في ايران يستبق الرئيس محمد خاتمي الأمور مقرراً أن يقدم بنفسه "محصلة" لسنوات حكمه الأربع، وان يكشف ربما عن نياته في شأن الترشح لولاية جديدة. ويبدو ان خاتمي، الذي لا يزال متردداً في الترشح للانتخابات المقررة في 8 حزيران يونيو المقبل، أراد استباق الأمور بالتوجه مباشرة الى النواب، المؤيدين له في غالبيتهم العظمى وان كانوا محدودي الصلاحيات. وسيدافع الرئيس الايراني، الذي يشعر بضيق متزايد من المعارضة المتشددة لاصلاحاته، عن اداء حكومته. وقال النائب علي شكوريراد: "اختار خاتمي البرلمان مكاناً لالقاء كلمته لأنه رمز الأمة. انه يقدم التقرير في الواقع الى المواطنين"، مضيفاً ان الرئيس الايراني "سيرد على الاتهامات الظالمة لأداء حكومته الذي اعتقد انه ايجابي تماماً ويمكن الدفاع عنه". وزاد شكوريراد انه لا يمكنه تأكيد هل يعلن خاتمي في خطابه ترشيح نفسه للانتخابات، مضيفاً ان "حلفاءه يشعرون بأن خطابه تمهيد لمثل هذا الاعلان". ونقلت صحف طهران أمس عن النائب الأول لرئيس البرلمان بهزاد نبوي ان "كل الأزمات التي شهدتها البلاد في الأشهر الاخيرة تستهدف خاتمي شخصياً، لذلك يتردد في تقديم ترشيحه" للانتخابات. ورأى ان خاتمي لن يرشح نفسه "بأي ثمن" وهو يخشى خصوصاً ألا يجمع عدد الأصوات الذي حصل عليه عام 1997. واضاف: "لدى خاتمي الكثير من الأسباب الوجيهة التي تدفعه الى عدم قبول مسؤولية الرئاسة الثقيلة والمحفوفة بالأخطار". وأكد نبوي أن "مجموعات الثاني من خرداد" ائتلاف مؤيدي خاتمي ليس لديها بعد مرشح بديل من خاتمي. وكان محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس زعيم أكبر حزب اصلاحي، قال الاثنين أمام تجمع طالبي ان ضغوط المحافظين "تستهدف اساسا شخص الرئيس". واضاف: "لا ينبغي الخوف من تجاوز للسلطات وانما الترحيب به لأنه يظهر انهم المحافظين يلعبون ورقتهم الأخيرة"، في إشارة إلى قرارات القضاء الأخيرة. وكان خاتمي 57 سنة تعهد بعد انتصاره الكاسح على منافسه المحافظ علي اكبر ناطق نوري في ايار مايو 1997 اعتماد سياسة اصلاح واسعة، لا سيما في المجالين الاجتماعي وحرية الصحافة. لكنه واجه العديد من الأزمات وتعرضت إصلاحاته السياسية والاجتماعية الى حملات عنيفة من هيئات النظام التابعة للمحافظين لا سيما القضاء. واعتقل العديد من رجال السياسة والصحافيين والمثقفين القريبين الى خاتمي، كما عطل القضاء أكثر من 15 من الصحف الاصلاحية. وجاء الحكم الأحد الماضي على مصطفى تاج زاده نائب وزير الداخلية الذي اختير لتنظيم الانتخابات الرئاسية ليثير في شكل استثنائي ثائرة القريبين إلى الرئيس. وكان خاتمي أكد أنه يعتزم التحدث علناً عن هذه الأمور، وأكدت صحيفتان أن الأحد المقبل هو اليوم "المنتظر" بالنسبة إلى الايرانيين منذ شهور طويلة. وكتبت "همبستجي" ان "اشتراك خاتمي في الانتخابات أو عدمه سيحسم الأحد" من دون ان تخوض في تكهنات. أما "حياة اي نو" فكانت اكثر ثقة في قرار "ايجابي" للرئيس الذي يلح عليه انصاره وأيضاً العديد من المحافظين ليقدم ترشيحه. واضافت ان "عدداً من البرلمانيين يرجح أن يعلن خاتمي ترشيحه للانتخابات خلال جلسة الاحد".