قرر الرئيس الايراني السابق الاصلاحي محمد خاتمي سحب ترشيحه للانتخابات الرئاسية الايرانية، التي ستجرى في يونيو المقبل، حسبما ذكر احد مساعديه الاثنين 16-3-2009. وقال المصدر نفسه الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان خاتمي "اتخذ قرار الانسحاب وسيعلنه مساء اليوم (الاثنين) او غدا في بيان". وبانسحاب خاتمي يبقى التنافس في الاقتراع بين رئيس الوزراء السابق المعتدل مير حسين موسوي والرئيس السابق لمجلس الشورى مهدي كروبي. ولم يعلن الرئيس الحالي المتشدد محمود احمدي نجاد نواياه حتى الآن لكن مصدرا قريبا منه قال انه ينوي ترشيح نفسه لولاية جديدة. وتردد خاتمي طويلاً قبل إعلان ترشحه، لحذره من أن يواجه مجددًا هجمات المحافظين عليه. ويعتبر المحلل السياسي والأستاذ الجامعي المعتدل محمد سلطانيفار أن إعلان خوضه السباق الرئاسي "شكّل صدمة بعد كل الضغوطات التي مورست عليه وعلى طريقة تفكيره". فقد تعرض الرئيس الإيراني السابق لهجمات عنيفة من أبرز الصحف الإيرانية المحافظة، صحيفة كيهان، التي اعتبرت أن مواقفه من الغرب هي مواقف متساهلة. وكان محللون اعتبروه منافساً جدياً للرئيس الحالي أحمدي نجاد، في حال قرر الأخير الترشح لولاية رئاسية ثانية. وسبق لخاتمي أن شغل هذا المنصب لثماني سنوات متتالية (1997-2005)، على مدى ولايتين، ثم خلفه الرئيس الحالي الذي ينتمي إلى المحافظين المتشددين. وبالإضافة إلى الرئيس الإيراني السابق خاتمي، فإن بورصة الترشيحات اقتصرت حتى الآن على رئيس البرلمان السابق الإصلاحي مهدي كروبي. في المعسكر المحافظ لا يساور شك أحدا بأن أحمدي نجاد سيترشح لولاية ثانية، حتى أن أحد مستشاريه المقربين اعتبر أن هذا الترشيح أمر "بديهي". ومن غير المستبعد أن تعلن شخصيات أخرى ترشيحها، ومنها مثلا رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف. وتتطلب الترشيحات موافقة مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المحافظون. وحتى الساعة لم تحدد وزارة الداخلية الموعد النهائي لبت المجلس بالترشيحات.