حدد وزير الصحة السعودي الدكتور اسامة شبكشي اربعة اسباب لوفاة 35 حاجاً على جسر الجمرات في منى صبيحة عيد الأضحى: الاختناق والاجهاد وتقدم السن اضافة الى ارتفاع درجة الحرارة. وكان الحجاج ال35 لقوا حتفهم واصيب حوالى 170 آخرين نتيجة تدافعهم عند جمرة العقبة على جسر الجمرات عقب وصولهم من مزدلفة، استعداداً لإكمال مناسك الحج. وجاء في بيان رسمي ان من بين المتوفين 23 امرأة و12 رجلاً من جنسيات مختلفة. ويعد هذا الحادث الرابع على جسر الجمرات في السنوات العشر الاخيرة، والاول من نوعه صبيحة عيد الاضحى، وللسنة الأولى يقرر اكثر من 50 في المئة من عدد الحجاج، اي مليون شخص، المبيت في المزدلفة ودخول منى عقب اداء صلاة الفجر، مما ساهم في زيادة التدفق لمستخدمي الجسر، على رغم محاولات رجال الامن الجادة منع وقوع المأساة، باستخدام نظام الأفواج حسب الطاقة الاستيعابية للجسر التي تصل الى 200 ألف حاج في الساعة. وربط شهود ومسؤولون سعوديون اسباب الحادث بعدم اتباع الحجاج ارشادات السلامة وتركهم امتعتهم وسط الطريق وهم يستعدون لرمي جمرة العقبة، مما أدى الى تعثر بعضهم وسقوطه وسط تدفق الباقين الى المنطقة نفسها. واعتبر النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الحادث "قضاء وقدراً" فيما ركز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز على وجوب تكثيف برامج التوعية للحجاج، ودعا الدول الاسلامية الى "وضع برامج دعوية مكثفة للراغبين في اداء مناسك الحج في السنوات المقبلة". وحض الحجاج على "السكينة والهدوء واحترام بعضهم البعض والابتعاد عن مناطق الازدحام". وينتظر ان تصدر السلطات اليوم بياناً تفصيلياً باسماء وجنسيات الحجاج الذين لقوا حتفهم في حادث الجسر. وقال وزير الصحة السعودي في تصريح الى "الحياة" امس ان 135 حاجاً من بين المصابين في الحادث غادروا المستشفيات بعد ساعات من تلقيهم العلاج. وراوحت الاصابات بين كسور وجروح سطحية، ورضوض. واضاف ان المتوفين من رعايا من سبع دول إسلامية هي بنغلادش وباكستان وتركيا والهند ومصر والمغرب، واعتبر الحادث "عرضياً"، مشيراً الى ان "بعض الاجتهادات الخاطئة من الحجاج تسببت في الحادث فيما ادى وجود الثوابت الميدانية الى تقليل حجم الخسائر في الارواح والمصابين". واكد سلامة الحج من اي عوارض صحية وأوبئة حتى امس الثلثاء، وواصلت فرق الطب الوقائي اعمالها بين الحجاج لمتابعة اي تطورات سلبية. يذكر ان الحجاج يقطعون حوالى 6 كلم من مسجد المزدلفة الى جمرة العقبة سيراً على الاقدام، وهذا يعرضهم للإجهاد والارهاق، يضاف الى ذلك ان درجات الحرارة تختلف معدلاتها من منطلق سيرهم الى مناطق وصولهم ما يؤدي الى سقوط بعضهم قبل وصوله الى جسر الجمرات، وهذا فرض على السلطات مواكبة تحركاتهم بالمراقبة الارضية والجوية مع استنفار المراكز الصحية الموجودة على جانبي طريق المشاة الذي ظللته الحكومة منذ عشرين عاماً. ولم تسجل الدوائر الامنية في الحج أمس أي حادث جديد على جسر الجمرات بعدما عمدت السلطات الى منع تدفق الحجاج والتشديد على استخدام الجسر حسب طاقته الاستيعابية. واختفت كلياً من ساحة شالجسر والمناطق المحيطة به فتاوى كانت لا تجيز رمي الجمرات قبل زوال منتصف النهار، بعدما اصدرت هيئة كبار العلماء فتوى بجواز الرجم حتى ساعات الفجر الاولى من صباح اليوم الثاني، فيما تعددت اللغات المستخدمة على الجسر من مكبرات للصوت تحظر وقوف الحجاج او تعطيل مسيرة مستخدمي الجسر.