هز انفجار قوي صباح امس وسط مدينة نتانيا شمال اسرائيل، عندما فجر رجل لم تكشف هويته قنبلة كان يحملها، ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص، بينهم المهاجم نفسه، وجرح نحو 60 آخرين. واصيب الشارع الاسرائيلي بحال من الهلع لم تنجح في التخفيف منها تهديدات المسؤولين الاسرائيليين للسلطة الفلسطينية، ولا اعلان الجيش حال التأهب القصوى. وجاء الانفجار، وهو الثاني خلال ثلاثة ايام، بعد ليلة دموية قتلت خلالها قوات الاحتلال والمستوطنون ثلاثة فلسطينيين، بينهم أم لثلاثة أطفال كانت عائدة الى بيتها بعد التسوق لعيد الاضحى المبارك. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجوم نتانيا، فيما اكتفت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس بالقول انه جاء في اطار "مقاومة الاحتلال" ورداً على مقتل سبعة فلسطينيين اخيراً، فيما توعدت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري للحركة في بيان امس ب"اكثر من عشرة استشهاديين جاهزين لضرب العمق الصهيوني باجسادهم". واضافت: "لن نبقى طويلاً في حال الدفاع عن النفس، بل سنتعداها قريباً الى الهجوم وأخذ زمام المبادرة ... وسيرى العالم ذلك منذ اول يوم يستلم فيه المجرم شارون الحكم في الكيان الزائل". وتابعت: "ان اي خطوة تصعيدية من جانب الارهابي شارون ضد شعبنا سنقابلها بخطوة اشد". من جانبه، سارع رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ارييل شارون الى اتهام "بعض القوى القريبة جداً من الرئيس ياسر عرفات" بالمشاركة في هذه الهجمات. ودعا الاسرائيليين الى "توحيد الصفوف" من خلال تشكيل حكومة "الوحدة الوطنية" التي قال انها "ستجد السبل الملائمة لاعادة الامن والهدوء لمواطنيها". ورفضت السلطة الفلسطينية الاتهامات الاسرائيلية التي حملتها مسؤولية الانفجار، وردّت مطالبة اسرائيل "بوقف التصعيد وتوتير الاجواء واطلاق التهديدات" ورفع الحصار الاقتصادي والعسكري. وعزز الانفجار احتمالات تشكيل الحكومة الائتلافية وعرضها على الكنيست لنيل الثقة الأسبوع الجاري، وذلك بعد اعلان حزب شاس التوصل الى اتفاق مع تكتل ليكود للمشاركة في الحكومة. كذلك دخلت المفاوضات مع حزبي المفدال ويهدوت هتوراة مرحلتها النهائية، وقد يوقع الاتفاق معهما صباح اليوم. كما اوعز ناتان شارانسكي، زعيم حزب القادمين الروس يسرائيل بعليا، إلى أعضاء طاقمه المفاوض باستئناف المفاوضات مع ليكود بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. وحض رئيس الدولة موشيه كتساف الأحزاب على التكتل ورص الصفوف تمهيدا لتشكيل "حكومة وحدة" التي قال انها أضحت أمراً ملحاً للغاية.