سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مساع "سرية" فرنسية لاستئناف المفاوضات وواشنطن تستبق وصول مبارك بانتقاد رفضه اعادة السفير الى تل ابيب ."يوم الأرض" ينتهي ب 5 شهداء وعشرات الجرحى واعنف قصف بالدبابات على الخليل
شهد "يوم الأرض" تصعيداً في المواجهات الدموية بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، تزامنت مع تظاهرات حاشدة في لبنان وسورية والأردن. وأوقعت الاشتباكات في الضفة الغربية وقطاع غزة خمسة شهداء فلسطينيين وعشرات الجرحى، فيما تعرضت الخليل لاعنف قصف بالدبابات منذ بدء الانتفاضة. ووصل إلى باريس أمس الرئيس المصري حسني مبارك في طريقه إلى الولاياتالمتحدة. وعلمت "الحياة" من مصدر قريب إلى الرئيس جاك شيراك ان باريس تبذل جهوداً "سرية" لمعاودة المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في وقت اعتبرت أن الوضع في المنطقة بلغ مرحلة حرجة جداً. وكانت واشنطن استبقت رحلة مبارك بحملة على مصر وسورية، مطالبة القاهرة بإعادة سفيرها إلى تل أبيب ووقف الانتقادات العنيفة في الإعلام المصري للدولة العبرية. راجع ص 2 و3 وقال الرئيس جاك شيراك في خطاب ألقاه خلال مؤتمر "اللجنة الدولية لحقوق الإنسان" إن عليها التحقق من وضع حقوق الإنسان في المناطق الفلسطينية، بعد التدهور المأسوي الذي طرأ عليها. وأضاف شيراك، وهو أول رئيس فرنسي يشارك في مثل هذا المؤتمر، ان عملية التحقق هذه ينبغي أن تتم "في شكل عادل ومتوازن وبالاعتماد على الوقائع فقط". وأكد تحفظ بلاده عن مبدأ العقوبات، قائلاً إنها "إذا كانت اقتصادية فهي تؤثر أولاً على الشعوب، وإذا كانت سياسية تؤدي إلى تشنج الرؤساء المعنيين". ونقل مصدر فرنسي عن شيراك قلقه البالغ مما يجري في المناطق الفلسطينية وتدهور مسيرة السلام، وأعرب عن مخاوفه من "تدهور خطر" بين الفلسطينيين وإسرائيل، مؤكداً أنه تناول الموضوع مطولاً مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في جنيف. ونقل مصدر قريب إلى شيراك عنه قوله إن هناك جهوداً "سرية" تبذلها باريس لمعاودة المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لكنها ينبغي أن تبقى طي الكتمان نظراً إلى خطورة الوضع. وأضاف المصدر ان الرئيس الفرنسي "فوجئ" بالفيتو الأميركي الذي أحبط مشروع قرار مجلس الأمن لإرسال مراقبين دوليين إلى المناطق الفلسطينية. وزاد ان فرنسا توقعت أن يحظى القرار بموافقة الجميع، وامتناع واشنطن عن التصويت، لكن المندوب الأميركي فاجأ الجميع برفضه. وعبر وزير التخطيط الفلسطيني نبيل شعث، الذي يشارك في مؤتمر اللجنة الدولية لحقوق الإنسان، عن استيائه من موقف واشنطن، وقال إن "تدخل الجانب الأميركي كان لحماية إسرائيل". ودعا في كلمته أمام المؤتمر إلى تحرك دولي للتأكد من "امتثال الأطراف لمعايير حقوق الإنسان وتطبيق القانون الدولي لضمان حقوق الشعب الفلسطيني". "يوم الارض" وفيما تصاعدت المواجهات في الضفة الغربيةوغزة، اتهم الفلسطينيون واشنطن ب"حماية الاحتلال". وحاولت القوات الإسرائيلية الاستيلاء على مبنى معهد العلوم المصرفية في رام الله، خلال مواجهات دارت عند المدخل الشمالي للمدينة، مستخدمة الرصاص الحي وقنابل الغاز، فاستشهد محمد الواوي 21 سنة برصاصة قناص إسرائيلي. وفوجئ المتظاهرون الذين فجعهم مشهد الواوي بقذائف غاز من نوع جديد أطلقتها إحدى الدبابات الإسرائيلية في اتجاههم ووقعت القذيفة الأولى أمام أمين سر حركة "فتح" مروان البرغوثي. ودب الذعر وسط المتظاهرين، فاستغل الجنود حال الارباك متقدمين في اتجاههم، ومركزين القصف على الأحياء السكنية. وفي القدس، شارك آلاف المصلين في تظاهرة سلمية انطلقت من ساحات المسجد الأقصى، سرعان ما تحولت إلى مواجهات مع الجنود الإسرائيليين أسفرت عن جرح ثلاثة شبان، واعتقل عناصر من القوات الخاصة الإسرائيلية مجموعة من رماة الحجارة. وتكرر المشهد في نابلس التي سقط فيها شهيدان وجرح عشرون. واندلعت مواجهات في جنين وقلقيلية وقرى حوارة وبرفة ووسط مدينة الخليل، حيث سقط عدد من الجرحى برصاص متفجر. وفي غزة، انضم أكثر من ثلاثة آلاف شخص إلى تظاهرة بمشاركة "فتح" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" والجبهتين "الشعبية" و"الديموقراطية". كما شارك زعيم "حماس" الشيخ أحمد ياسين في إحدى المسيرات، محاطاً بحراسة مشددة.