أقيم معرض "سيبت"، Cebit، الذي يُعدّ من أكبر الأحداث التكنولوجية التجارية في العالم، في مدينة هانوفر الألمانية، بين 22 آذار مارس و28 منه. وكان شهد، في الأعوام الماضية، انطلاقتين بارزتين في مجال الاتصالات: الأولى "خط الاشتراك الرقمي"، DSL. والثانية "بروتوكول الاتصالات اللاسلكية"، WAP، الذي عقد قران الإنترنت على الهاتف النقّال، ووعد بالكثير، لكنّه لم يفِ إلاّ بالقليل. وما زالت شركات الاتصالات الكُبرى، من مثل أريكسون وموتورولا ونوكيا، تراهن على تلاقي الإنترنت والهواتف النقّالة، مستفيدة من فشلها مع نظام "وابْ"، كي تأتي على مستوى توقّعاتها. "يبدو أن حلم الكسب السريع تحطّم، وخبت الموجة الأولى من الضجّة الزائدة التي رافقت تقنية الاتصال الجديدة. ومع ذلك، ترى الشركات العالمية انها ما زالت في حاجة إلى عاملين في مجال تقنية المعلومات. فبلد، كألمانيا، يحتاج إلى 150 ألف متخصّص في الكومبيوتر"، على ما ورد في تحليل نشره موقع "كومبيوتر شانل" الألماني. جديد - قديم يتطوّر والى انشغال الشركات بحل مشكلاتها، وافتعال أجواء حماسية عبر الترويج ل"أشياء صغيرة"، منها "حلي الإنترنت" من "أي بي أم"، تعزّز موقع تكنولوجيا اتصالات جديدة، كانت رافقت معرض هانوفر منذ نحو ثلاثة أعوام. فبهذه التكنولوجيا يتحوّل كل مأخذ كهربائي، في المنزل، مقبساً خطاً هاتفياً ينقل الصوت والبريد الإلكتروني والفيديو إلى أجهزة الفاكس والكومبيوتر والتلفزيون، ويصبح الاتصال بالإنترنت أسرع بكثير. إنها تكنولوجيا الاتصال عبر شبكة الكهرباء العامة، Powerline Communication Technology. وبواسطتها، يصل معدّل نقل البيانات إلى 1 أو 2 ميغابت في الثانية، في اتجاهي الإرسال والاستقبال، على حد سواء. وهو معدّل يفوق معدّل النقل عبر خطوط الشبكة الرقمية، ISDN، بما بين 15 مرة و30. وبهذه الوسيلة، يتم الاتصال بالإنترنت من خلال بطاقة شبكة "إيثرنت"، Ethernet، موصولة بمودم خاص، ومنه تُرسل البيانات إلى "عدّاد كهرباء". ومن اللاعبين الأساسيين في هذه التكنولوجيا الواعدة، نذكر شركة Nor.web، التابعة لشركة "نورتيل" ومقرّهما المملكة المتّحدة، وشركة "آر دبليو إي" RWE الألمانية، وغيرهما. وقد بدأت التجارب الميدانية، منذ عام 1998، بالتعاون مع مؤسسات الكهرباء في بعض البلدان الأوروبية. أما دليل المعرض النقّال، Mobile Fair Guide، فقام للمرة الأولى على برنامج LocalNavigator الذي سيُقرن بنظام "بلوتوث" للتشبيك اللاسلكي. وقد أتاح هذا الدليل الرقمي للزوّار الذين يحملون كومبيوترات جيب مثل بسايون وأجهزة يد مثل بالم، أن يشقّوا طرقهم في أرجاء المعرض الضخم، بكل سهولة ويسر. وأمكن إنزال الدليل إلى الأجهزة الشخصية عبر منافذها العاملة بالأشعة ما تحت الحمراء، من 130 محطّة انتشرت في أرجاء المكان. وعلى رغم كل المتاعب، فاق عدد الحضور التوقّعات. فقد وصل عدد الشركات العارضة إلى 8106، آتية من 60 بلداً، وتخطّى عدد الزوار 70 ألفاً. [email protected]