} اتهمت وزارة الخارجية الروسية الادارة الاميركية بدعم الارهاب الدولي بسبب استقبال وزير الخارجية الشيشاني الياس احمدوف رسمياً في واشنطن. ولكن رئىس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف قال ان بلاده لن تتخذ "اجراءات مضادة"، فيما اعترفت وزارة الداخلية الروسية بأن العاصمة غروزني شهدت ليل اول من امس، اكبر معركة منذ استيلاء القوات الروسية عليها مطلع عام 2000. على رغم الاعتراضات الروسية، استقبل جون بايرلي مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون اسرة الدول المستقلة وزير الخارجية الشيشاني الياس احمدوف واجرى معه في مقر الوزارة محادثات استمرت ثلاث ساعات. وذكر الضيف الشيشاني على الاثر انه عرض خطة بدء مفاوضات سلمية مع موسكو "من دون المساس بالوضع القانوني" للجمهورية الشيشانية، اي من دون المطالبة بانفصالها فوراً. ومعروف ان الكرملين كان رفض بشدة عروضاً مماثلة وطالب باستسلام المسلحين الشيشانيين. وأوضحت واشنطن من جانبها ان اللقاء يهدف الى "الحصول على معلومات". وشددت على ان النزاع لا يمكن حله بالأساليب العسكرية. كذلك استنكرت الارهاب كوسيلة لتحقيق اغراض سياسية ودانت التفجيرات التي وقعت اخيراً في جنوبروسيا. غير ان موسكو لم تقبل التوضيحات الاميركية، واصدر ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية الروسية بياناً اعتبر فيه ان "الاستقبال المهيب" لأحمدوف في واشنطن "اظهر الى جانب من، تقف اميركا في الصراع الدولي ضد الارهاب". وتابع ان قرار استقبال احمدوف بدا في حينه "خطوة ليست طبيعية" ولكنه اصبح بعد التفجيرات الاخيرة "عملاً لا اخلاقياً". ووصف ديمتري روغوزين رئىس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان اللقاء بأنه "مبرر كاف لتصنيف الولاياتالمتحدة كدولة تؤيد الارهاب رسمياً". وانضم الى هذه الانتقادات مساعد رئىس الدولة سيرغي باسترجيمبسكي الذي قال ان اللقاء كان "رسالة سياسية سلبية" ودليلاً على ان واشنطن تعتمد معايير مزدوجة ولا تريد مساعدة روسيا في "مكافحة شرور الارهاب العالمي". وعلى رغم ان رئىس الحكومة قال ان لموسكو "موقفاً سلبياً" من اللقاء، فإنه ذكر ان هناك من يتساءل عن الخطوة الجوابية لموسكو و"ردنا اننا لن نسلك سبيل الرد". وتعامل بهدوء مع الواقع الحاكم المدني للشيشان احمد قادروف الذي قال ممثله في موسكو شامل بنو انه يدعو الى "عدم المبالغة" في اهمية اللقاء الذي اكد انه كان "دون المستوى المنتظر" اذ توقع مراقبون ان يقابل احمدوف واحد من نواب وزير الخارجية الاميركية. وجرت "المبارزة الديبلوماسية" بين موسكووواشنطن على خلفية تشديد الاجراءات الامنية في الشيشان في ضوء توقع هجوم واسع اثر حلول موسم الربيع. الوضع ميدانياً وذكر بيان اصدرته وزارة الداخلية الروسية ان مجموعة من المقاتلين الشيشانيين استخدمت المدافع الرشاشة وقاذفات القنابل، حاولت ليل الاثنين - الثلثاء الاستيلاء على محطة القطار في غروزني. وقالت الوزارة ان معركة دارت مع القوات المدافعة عن المحطة و"كانت الاكبر" منذ الاستيلاء على العاصمة الشيشانية في كانون الثاني يناير عام 2000. ولم تقدم وزارة الداخلية ارقاماً عن الخسائر لكنها ذكرت ان المهاجمين انسحبوا واخلوا قتلاهم. الا ان موقع "صوت القوقاز" ذكر ان القوات الروسية فقدت 12 قتيلاً وعدداً من الآليات في معركة غروزني. وعلى صعيد آخر، استمر امس التحقيق مع ارسلان خوبييف مالك احدى السيارات الثلاث التي استخدمت في التفجيرات الاخيرة. وذكر انه ابلغ المحققين انه تقاضى ألف دولار عن نقل متفجرات من شخص داغستاني اسمه ديبيروف. وأشار ناطق باسم الكرملين امس الى ان التفجيرات ربماً وقتت لكي تتزامن مع الذكرى السنوية لانتخاب فلاديمير بوتين رئىساً للدولة في 26 آذار مارس عام 2000.