} هددت موسكو باتخاذ "إجراءات للرد" على واشنطن في حال استقبال المبعوث الشيشاني الياس احمدوف في وزارة الخارجية الأميركية. وقال ل"الحياة" ديبلوماسي روسي ان الولاياتالمتحدة تحاول "الانتقام" من الكرملين بسبب موافقته على استئناف التعاون العسكري مع طهران. أعلن مارك غروسمان المرشح لمنصب نائب وزير الخارجية الأميركي امام الكونغرس ان وزير الخارجية الشيشاني الياس احمدوف الموجود في واشنطن، سيلتقي احد نواب وزير الخارجية الأميركي. وأوضح ناطق باسم الخارجية الأميركية أن هذا اللقاء لن يغير موقف واشنطن التي ما زالت تعتبر الشيشان جزءاً من روسيا، لكنه أوضح ان الإدارة الأميركية ترى ضرورة "توسيع الاتصالات" مع الأطراف الشيشانية. ويذكر ان أحمدوف زار واشنطن ثلاث مرات، ولم توافق وزارة الخارجية على استقباله في مقرها، لكن موظفين ثانويين التقوه في مطعم مجاور للوزارة. وفي حال إتمام اللقاء بالمستوى المعلن فإنه سيكون خطوة ل"رفع" الاتصال الديبلوماسي. وفي أول رد فعل رسمي قال سيرغي ياسترجيمبسكي رئيس دائرة المعلومات في الكرملين ان القرار الأميركي "مستغرب ومرفوض"، واعتبر انه يؤثر سلباً على العلاقات بين البلدين، وتوقع "رداً بالمثل" من موسكو. إلا أن مسؤولاً رفيع المستوى لم يكشف اسمه، قال لوكالة أنباء "انترفاكس" ان الرد الروسي سيكون "صارماً". وأضاف ان استقبال أحمدوف سيعتبر "دعماً للإرهابيين في روسيا وخارجها". ودعا رئيس مجلس الدوما النواب غينادي سيليزنيوف النيابة العامة الروسية الى النظر في إصدار امر دولي بإلقاء القبض على أحمدوف. وألمح الى أن ذلك يمكن ان يحرج واشنطن التي كانت اعتقلت امين سر الاتحاد الروسي - البيلاروسي بافل بورودين بناء على طلب من النيابة العامة السويسرية التي اتهمته بالتورط في "غسل" أموال وتقاضي رشوات. إلا أن ديبلوماسياً روسياً تحدثت إليه "الحياة" قال إن لجوء واشنطن الى فتح الملف الشيشاني مجدداً، يأتي ضمن خطة للرد على موسكو و"معاقبتها" لاتخاذها قراراً باستئناف تصدير الأسلحة الى طهران. وتوقع الديبلوماسي "هجوماً اميركياً على المحور القوقازي" لتحجيم دور روسيا هناك. وأشار الى أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول سوف يرعى لقاء يعقد في فلوريدا مطلع الشهر المقبل، بين الرئيسين الأذربيجاني حيدر علييف والأرمني روبرت كوتشاريان لتسوية النزاع بين البلدين على إقليم قره باخ والذي كانت روسيا "ترعى" تسويته. ومن جهة اخرى، كان الناطق الرسمي باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر أشار الى أن واشنطن سوف تدعم جورجيا لمواجهة "ضغوط" روسية عليها. ووصل الى العاصمة الجورجية تبليسي في زيارة مفاجئة، مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي لويس فري وقابل الرئيس ادوارد شيفاردنادزه. وتزامنت التحركات الديبلوماسية مع تصاعد ملحوظ في نشاط المقاومة الشيشانية التي أعلنت أمس انها نفذت عمليات عدة في مناطق مختلفة أدت الى مقتل 24 عنصراً من القوات الروسية. وذكرت قيادة القوات الروسية ان عدداً من القادة الميدانيين الشيشانيين عقدوا اجتماعاً قرروا فيه تنظيم حملة لتجنيد الشبان تمهيداً لهجوم ربيعي واسع. ونوقشت القضية الشيشانية في جلسة للبرلمان الروسي امس، في حضور اللورد فرانك جاد رئيس اللجنة السياسية للمجلس الاوروبي المكلف التحقيق في "الانتهاكات الروسية لحقوق الانسان في القوقاز".